الضويني: ليس هناك انحراف مقبول وآخر مرفوض


قال الدكتور محمد الضوينى وكيل الأزهر، خلال كلمته بمنتدى "اسمع واتكلم 2"، الذى ينظمه مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أنه ليس هناك انحراف مقبول وآخر مرفوض؛ فالانحراف كله ملة واحدة، مهما تسمى باسمه أو بغير اسمه، والأسماء الحسنة لا تغير حقائق الرذائل، ووجهات النظر لا تغير جوهر الأشياء، ولو أن إنسانا ظن أن أمرا ما صوابا وحقا وخبرا، وهو فى حقيقته خطأ وباطل وشر، فلن تتغير حقيقة الأمر بهذا الظن، ولا فرق حينئذ بين الإرهاب والتخريب، وبين الشذوذ والفواحش، فكلاهما فساد لا يقبل، وكلاهما يهدد أمن المجتمعات المستقرة، وكلاهما يتستر تحت اسم براق وشعار لامع من الحرية والديمقراطية، والفيصل فى هذه ألا تركن إلى هوى أو هوى الناس فى التحسين والتقبيح، وإنما تركن إلى معايير الشريعة.
وأكد الدكتور الضوينى أن غاية الخطاب الدينى المستنير هى استقرار المجتمع، ببيان أحكام الله تعالى وتنزيلها على أحوال الناس؛ وعليه فإن المسؤولية الملقاة على عاتق مؤسسات الدين وعلمائها كبيرة فى ضرورة قراءة واقع الناس، ومسايرة المستجدات، وإدراك التحديات، وضرورة تقديم خطاب مواز يقابل خطاب العنف والكراهية والتشدد والإرهاب والانحراف الأخلاقى، ويثبت قدرته على اقتحام واستثمار معطيات العصر، ومن المصارحة الضرورية أن ندرك أن جميع المؤسسات يتحتم عليها أن تقوم بواجبها فى تعزيز الخطاب المستنير، وأن تتعاون فى مواجهة الفكر المنحرف الذى يعرقل التقدم، وأن تعمل بكل أدواتها على إرساء قيم التسامح والسلام والمواطنة والتعايش المشترك وتمكين الأسرة من دورها، ودحض شبهات المتطرفين وتفنيد تأويلاتهم الشاذة والمنحرفة، ومواجهة الانحراف الأخلاقى.
واختتم وكيل الأزهر كلمته بأننا جميعا يجب علينا أن نتكاتف: أفرادا ومؤسسات، شعوبا وحكومات، أمما ومجتمعات، كى نواجه هذا التيار الجارف، الذى يريد أن يفقد أبناؤنا هويتهم، وأن يتحللوا من قيم دينهم، وأن يتنكروا لمبادئه وقيمه وأخلاقه، وإن ما يتعرض له الشباب من استهداف من أخطر مشكلات المجتمع، وهو الأمر الذى يوجب أن تسخر كل الإمكانات لمواجهته والقضاء عليه، لما له من نتائج سلبية، وإن واجب الوقت يحتم علينا جميعا أن نستمع للشباب قبل أن نتكلم معهم، فلديهم السؤال وعلينا الإجابة والتوجيه والنصح والإرشاد.