أسامة الأزهري: لكل عالم قوانين وسنن.. وهذا هو الهدف منها


قال الدكتور أسامة الأزهري مستشار الرئيس للشئون الدينية إن لكل عالم قوانين وسنن، والغرض من كل ذلك هو التفكر، واستخراج قوانين تلك العوالم؛ حتى تتطور العلوم الفيزيائية، وعلوم الأحياء، والتاريخ الطبيعي، فتولد مؤسسات الحضارة؛ لقوله سبحانه: ۞ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ۞.
وتابع في منشور على فيسبوك فبين سبحانه أن في خلق تلك الأكوان كلها آيات لأصحاب العقول المتفكرة المنيرة، التي تقفز إلى قوانين الحضارة ومؤسساتها، والتي تهتدي إلى الله، ثم ازداد هذا المبدأ عمقًا في العقول بالأحكام والشرائع والعبادات التي جعلها الله تعالى مرتبطة بحركة الأفلاك في السماء.
وأضاف: فمواقيت الصلاة قائمة على رصد حركة الشمس، قال سبحانه: ۞ أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا۞، ومعرفة اتجاه القبلة يحتاج إلى النظر في السماء، ومعرفة دخول شهر رمضان متوقف على رصد الهلال، فقال ﷺ: " صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ"، أي: لرؤية الهلال، ودخول فريضة الحج يحتاج إلى معرفة منازل القمر ورصد الأهلة، فقال سبحانه: ۞ يَسْـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلْأَهِلَّةِ ۖ قُلْ هِىَ مَوَٰقِيتُ لِلنَّاسِ وَٱلْحَجِّ۞.
وواصل: وكل ما سبق يشبه التفصيل للمعاني الجليلة المودعة في قوله تعالى: ۞ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ۞، مما يؤكد كلام المفسرين في أن الفاتحة هي أم القرآن، و أن القرآن كله كالتفصيل لما في الفاتحة من المعاني.