هل يجوز للمرأة ارتداء ملابس قصيرة وعارية أمام النساء؟ النبي ﷺ يُجيب


هل يجوز للمرأة ارتداء ملابس قصيرة وعارية أمام النساء؟ قد تنشأ بعض النساء المسلمات في بيئة لا تهتم بالتعاليم الدينية، أو حتى لا تصلها تلك التعاليم والفرائض التي تتعلق بأحكام الشريعة، فالبعض يتخذ من التلفاز والمواد الدرامية وسيلة الترفيه والتعلم الوحيدة، وتغذي ثقافته تلك الأعمال الدرامية التي لا ترقب دينًا، وتبث الأعمال المخالفة لأحكامه، فتساهم في خلق أجيال بعقلية تمت زراعتها في إطار محدد خارج القيم الدينية.
وعلى ما سبق سألت إحدى المواطنات تقول: نحن عدة نسوة نجتمع في بيوتنا وترتدي كل منّا ملابس ضيقة وعارية أحيانًا باعتبار أننا كلنا نساء ولا فرق بيننا ولا حياء، وكذا نذهب إلى الأفراح والتي يكون بها ركن خاص للنساء فنرقص ونلبس ملابس ضيقة من باب التباهي بجمالنا أما بعض، ومؤخرًا قالت لي إحدى النساء من جيراني وهي زوجها شيخ فقيه في الأمور الدينية: حرام أن تتكشف النساء، أو ترتدي ملابس ضيقة، أو عارية أمام بعضها كما هو حرام بالأساس أمام الرجل؛ ولكني لا أقتنع بكلامها فـ هل يجوز للمرأة ارتداء ملابس قصيرة وعارية أمام النساء؟.
وتفيد دار الإفتاء بأنه يتعين أن يكون زي المرأة المسلمة ساترًا لها من رأسها حتى قدميها عدا الوجه والكفين، وألا يكون لباسها يشفُّ، ولا يصفُ ولا يكشفُ شيئًا مما يجب ستره، وهذا الحكم عام أمام الرجال أو النساء، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (لا تنظر المرأة إلى عورة المرأة ولا الرجل إلى عورة الرجل وأن عورة المرأة بالنسبة للمرأة ما بين السرة والركبة )، وقال أيضًا صلى الله عليه وسلم: (صنفان من أهل النار لم أرهما بعد قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا).
لماذا حرّم الشرع إظهار المرأة عورتها أمام النساء؟
ومن تداعيات تحوط الشرع بأن لا تظهر المرأة عورتها، أو ترتدي ملابس ضيقة تصف جسمها، هو اختلاف الجسم عند كل النساء عن بعضهن، وهو ما يدفع بعضهن إلى حسد الأخرى، أو يبث الحقد في نفوس البعض، وهو أمر يؤثر على علاقات الود وصلة الأرحام، مع ما فيه من فتنة عظيمة كأن تتحدث إحدى النساء عن جسد غيرها وصفته أمام زوجها فتكون نواة ذنوب ومعاصٍ يمنعها الشرع بغلق الباب من أول الأمر وتحريم إظهار النساء عوراتهن أو تجسيم أجسادهن أمام بعضهم البعض.
وبحسب الإسلام سؤال وجواب، فإنه على النساء أن يتقين الله، وأن يتحلَّين بالحياء الذي هو من خلق المرأة، والذي هو من الإيمان كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (الحياء شعبة من الإيمان)، وكما تكون المرأة كضربًا للمثل فيقال: «أحيا من العذراء في خدرها»؛ ولم يُعلم ولا عن نساء الجاهلية أنهن كن يسترن ما بين السرة والركبة فقط لا عند النساء، ولا عند الرجال.