لقبوه بـ«حاوي العجلات».. حكاية عم عاطف «العجلاتي الكفيف» يرى بيديه ويُصلح بقلبه

حباه الله بنور البصيرة فى يديه بعدما فقد بصره منذ نعومة أنامله، وعقله يعمل على فك تروس العجلات وصيانتها كالشفرات المعقدة، لقبه أهل قريته البسيطة بملك تصليح العجلات، ورغم ابتلاءه فى حبيبتيه إلا أنه ضرب المثل فى التحدى وأصبح كالحاوى لم يصعب عليه صيانة أحدث أنواع العجلات، وهذه هبه منحها الله له ليخرج من المحنة منحة تغير مجرى حياته.

"العجلاتى الكفيف" حكاية رزق بخيوط من نور العزيمة رغم ظلام العين، "عم عاطف" حول لعبته المفضلة وعشق طفولته إلى مصدر لرزقه وتربية أبنائه، حُرم من قيادة العجلة كالطائر الحر، ولكنه مد ذراعيه لكل أطفال قريته ليصلح عجلاتهم ويراهم بقلبه وكأنه هو من يقودها راسمًا البسمة على وجوههم.

حكاية العجلاتى الكفيف.. يرى بيديه ويصلح بقلبه

فى الصباح الباكر يترجل "عم عاطف" ببطء شابكًا يده فى يد أحد أبنائه حتى يصل لورشته البسيطة والتى يعمل بها على تصليح وصيانة العجلات، ليبدأ يومه بتلاوة بعض آيات القرآن الكريم والذى حفظه من خلال الاستماع إلى الراديو وهو يعمل بالورشة على مدار سنوات عمله، ثم يبدأ بتنظيم أدوات الصيانة والتصليح كل هذا يتم بهدوء وبنظام وحركات محسوبة حتى لا ينسى أماكنها.

التقت عدسة "مصر2030" مع عم عاطف أشهر عجلاتى كفيف أربعينى العمر، بمحافظة البحيرة، ليروى عن حكايته مع التحدى ليلقب بحاوى تصليح الدراجات، ليبدأ حديثه قائلًا: ابيضت عيناى وأنا طفل ببدايات المرحلة الابتدائية، أقيم بقرية أبو غرارة التابعة لمركز أبو المطامير، تعلمت تصيلح العجلات منذ عام 1998 على الرغم من صعوبتها إلا أنها من أسهلها بالنسبة لى، بدأت التصليح من خلال دراجتنا البسيطة كنت أهوى صيانتها، إلا أن وصلت لمرحلة من الخبرة الكافية حتى أنواع الدراجات المختلفة، حتى فتحت ورشتى الخاصة.

حفظ القرآن الكريم كاملاً ويخطب الجمعة

وتابع "العجلاتى" لا أعرف مهنة غير تصليح العجلات وأتعامل مع التروس وكأنها شفرات أبرمجها فى دماغى، ساعدنى وجودى فى الورشة على حفظ القرآن الكريم من خلال الراديو، وبفضل الله حفظته كاملاً، وأصلى وأخطب للمصلين بالمسجد.

واختتم عم عاطف حديثه بأمنية وهى اتساع رزقه قليلاً حتى يكفى معيشة أولاده الأربعة، وزيارة بيت الله الحرام، ويصبح مؤذنًا رسميًا بمسجد قريته، وهو الآن يُعلم الناس تصليح العجل ويرشدهم إلى بحر أسراره فى مهنة التروس المعقدة.