هربت من منزلها لتعمل رقاصة وتزوجت 14 مرة.. أسرار في حياة تحية كايروكا

يحل اليوم ذكرى رحيل الفنانة الكبيرة والراقصة تحية كايروكا، والتي صنعت مسيرة في الفن مليئة بالإنجازات والحب، وعرفت بمواقفها الوطنية وحبها للحياة، سنعرض في هذا التقرير أسرار عن حياتها.

حياتها

ولدت تحية 22 فبراير عام 1915، في محافظة الإسماعيلية، واسمها الحقيقي هو بدوية تحية محمد علي النيداني كريم، و كان والدها تاجر قوارب وتزوج 6 مرات، وتوفى والدها عندما كانت في الرابعة من عمرها.

هروب تحية كايروكا من شقيقها

وبالرغم من ذلك عاشت تحية كايروكا في وسط أسرة مفككة، وعانت كثيرًا من معاملة شقيقها الذي كان يضربها حتى استطاعت الهرب من المنزل لتعمل في الفن.

عاشت تحية كاريوكا في بيت خالها، بعد انفصال والدها عن والدتها، وتوفي خالها وهي في الرابعة من عمرها وماتت جدتها بعد ذلك، وكان لها أخ يدعى "أحمد"، أخرجها من المدرسة ومنعها من رؤية أمها وجعلها بمثابة خادمة له ولأولاده فكان يربطها بسلسلة ويقص لها شعرها بسبب محاولاتها الكثيرة للهروب إلى أقاربها.

بدايتها الفنية

بدأت شهرة الفنانة تحية كاريوكا الحقيقية عام 1940 عندما قدمت رقصة الكاريوكا العالمية في أحد عروض فرقه بديعة مصابني، وهي الرقصة التي التصقت بها بعد ذلك حتى أنها لازمت اسمها.

زيجاتها

تعد من أبرز الفنانات صاحبات الأرقام القياسية في عدد الزيجات حيث تزوجت تحية كاريوكا 14 مرة، وقيل 17 مرة، وأشهر هذه الزيجات على الإطلاق كانت من دنجوان السينما النجم الراحل رشدي أباظة.

وبدأت تجاربها مع الزواج في سن الـ20 عامًا، حيث كان أول أزواجها أنطوان عيسى، نجل شقيقة الفنانة بديعة مصابني، واستمرت الزيجة عاما واحدا، وانفصلا عام 1940.

دورها النضالي والتاريخي

بدأت نشاطها السياسي عام 1948، أثناء مساعدتها للفدائيين لدرجة أنها كانت تنقل السلاح لهم في سيارتها الخاصة دون خوف، وكان بداخلها إيمان قوي بدورها تجاه بلدها، كما أنها شاركت في المقاومة خلال العدوان السياسي عام 1956م، وتم إلقاء القبض عليها أكثر من مرة.

كما كان للفنانة الراحلة دور كبير مع الرئيس الراحل محمد أنور السادات، حيث قدمت له المساعدة من أجل الهروب من الاحتلال الإنجليزي، عام 1948، عندما أخذته إلى الإسماعيلية حتى يختبئ عند شقيقتها لمدة عام كامل، وهناك امتهن العديد من المهن وهو متنكر.

وبالتالي عندما منحها الرئيس الراحل جائزة في عيد الفن، أراد أن يذكرها بموقفها، فصافحها وأشاد بوطنيتها وتاريخها النضالي المشرف، وقال لها: "فاكرة يا تحية لما خبتيني عند اخواتك في الإسماعيلية لما كنت هربان من السجن؟ فردت: أنت لسه فاكر يا ريس؟ طبعًا دي أيام هايكتبها التاريخ عمري ما هانساها، مش عايزة حاجة اطلبي أي حاجة".

لكنها فكرت في غيرها من الفنانين، وقدمت الشكر للرئيس السادات، وقالت له: "هو بس فيه حاجة كنت عايزة أطلبها من سيادتك مش ليا لكن لزينات صدقي، هي كبرت وما بقتش تشتغل ومريضة وبتمر بظروف قاسية أوي، ياريت يا ريس تأمر لها بمعاش تقدر تعيش منه، وهو الأمر الذى نفذ السادات وصرف معاشا استثنائيا لزينات صدقي".

اعتزال تحية كايروكا

ورغم كل هذه الإنجازات والنجاح الذي حققته تحية كايروكا، قررت أن تختفي من الوسط الفني وتعود إلى الله، تعرفت الفنانة تحية كاريوكا بالشيخ الشعراوي وجمعته بها العديد من المواقف، وكانت أول مرة تلتقي فيها كاريوكا بالشعراوي عندما كانت تؤدي العمرة، وكانت اعتزلت وارتدت الحجاب، وحين رأته في الفندق الذي تنزل فيها نادته، ولكنه لم يسمعها بسبب الزحام.

وقيل: "تحية كايروكي نادت على الشيخ الشعراوي" وقالت هي: "يا شيخ شعراوي، بُح صوتي وأنا أنادي"، فرد عليها: "معذرة.. لم أسمع"، وعرفته بنفسها ، فرد عليها الشيخ ضاحكا: "لو عرفتك لاتجهت إليك (رأسا لا رقصا)، فضحك الحضور، ودعا لها الشيخ الشعراوي.

وفاة تحية كاريوكا

وبعد معاناة طويلة مع المرض، توفيت تحية كاريوكا في مثل هذا اليوم 20 سبتمبر عام 1999، بعد إصابتها بجلطة رئوية.