المصارف العراقية توقف تسليم ودائع وحوالات بالدولار الأمريكي

أفاد عملاء بأن المصارف الحكومية والأهلية في العراق أوقفت عمليات صرف الدولار للزبائن وأصحاب الودائع والمدخرات تحت ذريعة أن البنك المركزي العراقي أوقف تأمين الدولار إلى المصارف.

وقال عملاء لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) إن المصارف الحكومية والأهلية أوقفت منذ مطلع الشهر الحالي عمليات تسليم المودعين وأصحاب الحسابات بالدولار الأمريكي وتأمين طلباتهم من هذه العملة بحجة أن البنك المركزي العراقي أوقف تجهيز المصارف بعملة الدولار.

وأوضح عدد من العملاء أنهم منذ مطلع الشهر الحالي يواجهون ردا من المصارف بعدم توفر عملة الدولار، واقترحت على الزبائن تسليم مدخراتهم والحوالات الخارجية بالسعر الرسمي البالغ 1320دينار لكل دولار أمريكي بدلا من تسليمهم مدخراتهم وحوالاتهم بالدولار.

وقال الحاج سلام صاحب شركة صرافة في بغداد إن "شركات الصرافة في العراق تتعرض لقيود قاهرة تعكس حالة التخبط التي تعيشها إدارة البنك المركزي العراقي وعدم وضوح سياستها النقدية تجاه التعامل مع الدولار".

وذكر "لا توجد سياسة واضحة للبنك المركزي وهناك تخبط واضح وتقييد لحرية التعامل بالدولار وليس من الصحيح أن يلجأ البنك المركزي العراقي إلى معاقبة شركات الصرافة وتقييد نشاطهم وهم معتمدون رسميا من قبل البنك ومجازون للعمل في سوق العملات".

وكان العشرات من أصحاب شركات الصرافة في العراق نظموا اليوم وقفة أمام مبنى البنك المركزي العراقي للاحتجاج على سياسة البنك المركزي وعدم فسحه المجال أمام شركات الصرافة للعمل بحرية وفق أنظمة وقوانين البنك المركزي العراقي.

ودعا معاون محافظ البنك المركزي العراقي عمار حمد خلف جميع المصارف إلى "الالتزام بتلبية طلبات الزبائن الذين يمتلكون حسابات مصرفية بالدولار عند رغبتهم بالسحب النقدي بعملة الدولار".

وقال خلف، في منشور سابق للبنك المركزي وأعيد توزيعه اليوم مع توقف المصارف بدفع عملة الدولار للزبائن، إن "هذا الإجراء يشمل الحسابات المتولدة من إيداعات نقدية سابقة أو حوالات واردة وأن البنك المركزي العراقي سيقوم تلبية طلبات المصارف للسحب النقدي".

وسبق لمحافظ البنك المركزي العراقي على العلاق أن صرح مطلع الأسبوع الحالي بأن "البنك ماض للاستغناء عن التحويلات الخارجية السنة القادمة واعتماد المصارف المجازة في العراق على بنوك مراسلة في عمليات التحويل الخارجي".

وأضاف: "بلغت الحوالات عن طريق البنوك المرسلة 60% من إجمالي الحوالات خارج المنصة الإلكترونية الخاصة بالبنك المركزي فيما وصلت نسبة تنفيذ الحوالات المحقّقة إلى أكثر من 95%".

وشدّد على أن "السّنة المقبلة ستشهد حصر التعاملات التجارية الداخلية وغيرها بالدينار العراقي بدلاً من الدولار عدا تلك التي تسلّم للمسافرين".

ويخشى العراقيون أن يقفز سعر صرف الدولار في السوق الموازية إلى أرقام قياسية تتجاوز ما يسجله اليوم والبالغ 1560 دينارا لكل دولار أمريكي مقارنة بالسعر الرسمي البالغ 1320 دينارا لكل دولار أمريكي مما ينعكس سلبا على الوقع الاقتصادي المعاشي في البلاد.