«من أسطورة البرازيل إلى جوهرة الفراعنة».. حين تأتي الانتكاسة بمكالمة هاتفية تُسقطك في فخ النسيان

تلعب الأقدار الإلهية دورًا بارزًا في حياة اللاعبين خلال مسيرتهم الكروية، والتي تكون بمثابة السهم الذي ينطلق بهم إلى عرش كرة القدم أو ينزلق بهم بالضياع في الوحل بالمستوى والأداء المتدني، وذلك في مستوى الكرة المصرية أو العربية والعالمية.

وتختلف الأقدار الإلهية مش شكل لآخر، فقد تكون على هيئة حادث سير أو وفاة أحد الأشخاص المقربين من خلال مكالمة تليفون يتم إبلاغ هؤلاء اللاعبين بها، أو قد تكون بمولود جديد أو أي قدر إلهي معروف في الحياة الطبيعية والبشرية.

وفي مضمون الأقدر الإلهية، تتشابه الكثير من المواقف والسيناريوهات بين لاعبي كرة القدم الذين مروا بنفس الموقف أو القدر الذي جعلهم ينطلقون إلى سماء الساحرة المستديرة أو يسقوطون في لعنة الضياع والبعد عن الأضواء.

ويرصد موقع مصر "2030" خلال السطور التالية أبرز الأقدر الإلهية المتشابهة بين لاعبي كرة القدم، خاصة عند فقدانهم للأب أثناء مسيرتهم الكروية، الأمر الذي يجعلهم يبتعدون بشكل طبيعي عن مستواهم المعهود أو ربما يدخلون في مرحلة النسيان بين الجماهير.

نجم الأهلي من سماء الكرة المصرية إلى جليس الدكة في القلعة الحمراء

شهد مستوى الدولي المصري مروان عطية، لاعب خط وسط الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي، تراجعًا واضحًا خلال الآونة الأخيرة، الأمر الذي جعله صديقًا ملازمًا لدكة الشياطين الأخيرة، لا سيما في وجود عناصر تقدم مستويات جيدة بدلًا منه في نفس المركز.

ومنذ انتقال مروان عطية للمارد الأحمر في يناير الماضي قادمًا من الاتحاد السكندري، في صفقة ضُربت بها الأمثال، لنجاح اللاعب الكبير مع القلعة الحمراء، عندما تمكن من وضع بصماته بشكل مبكر وتقديم الأداء المبهر الذي جعله عنصرًا أساسيًا في تشكيلة الأهلي تحت قيادة السويسري مارسيل كولر الذي اقتنع بجوهرة زعيم الثغر السابقة في مختلف المباريات المحلية والإفريقية.

المستوى المميز لمروان عطية لم يكن في الأهلي فقط، إنما أيضًا تمكن نجم الشياطين الحمر في حجز مركزه وبقوة بمنتخب مصر تحت القيادة الفنية للبرتغالي لروي فيتوريا الذي قرر ضم اللاعب في المباريات الماضية لتبدأ مسيرة عطية مع الفراعنة بشكل جيد للغاية.

واستمر مروان عطية في آخذ الثقة من إدارة الأهلي الفنية بأدائه المذهل، إلا أن جاء يوم 13 يوليو 2023، وانقلب حال اللاعب رأسًا على عقب، عندما تلقى نجم المارد الأحمر اتصالًا هاتفيًا من أحد أفراد أسرته يبلغه بوفاة والده، وذلك قبل مواجهة الزمالك في قمة الدوري المصري.

ومنذ ذلك اليوم، فشل مروان عطية في العودة لمستواه المعهود، وحاول الخروج من كابوس التعلق بوالده، لكن الذكريات تمكنت من هزيمته بشكل واضح، عندما أصبح يقدم مستويات ضعيفة إلى أن اقترب بقوة من فقد مركزه الأساسي في الأهلي ومنتخب مصر، لوجود اسماء قادرة على تعويضه، وأبرزهم إمام عاشور وأحمد نبيل كوكا وأكرم توفيق وعمرو السولية.

خليفة رونالدو في البرازيل يدخل مرحلة النسيان

موقف مروان عطية لم يكن الأول من نوعه للاعبي لكرة القدم، حيث تعرض النجم البرازيلي أدريانو ليتي ريبيرو، نجم فريق إنتر ميلان السابق، الذي لُقب بخليفة رونالدو بين جماهير السامبا، لنفس الموقف، عندما تلقى من أحد أقاربه خبرًا بوفاة والده لينقلب حال اللاعب من أسطورة البرازيل بشكل مفاجئ.

وتمتع أسطورة إنتر ميلان بالقوة والمهارات الخاصة والتسديدات الصاروخية حتى لُقب "الإمبراطور" ونجح في التتويج بالعديد من البطولات المحلية في إيطاليا والأوروبية على مستوى دوري أبطال أوروبا، فضلًا عن المشاركة مع السامبا في 3 نسخ بكأس العالم وحصد لقب كوبا أمريكا 2004.

وواصل اللاعب البرازيلي تقديم المتعة الكروية لعشاق الساحرة المستديرة إلى أن جاءت المكالمة الهاتفية التي حولت مسيرة اللاعب من عرش كرة القدم إلى ملك العصابات وتجار المخدرات، وذلك عندما تلقى اتصالًا هاتفيًا بوفاة والده، وذلك عقب 9 أيام من تتويجه بالكوبا أمريكا، ليسقط اللاعب في مرحلة اكتئاب تمكنت منه واستطاعت إسقاطه سماء الساحرة المستديرة إلى فخ النسيان والنهاية المبكرة في عالم الأضواء.