«مشروعية حرب أكتوبر» على مائدة النقاش ببورسعيد في عيدها القومي

شهد عمرو البسيونى، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، حفل توقيع ومناقشة كتاب "مشروعية حرب أكتوبر فى القانون الدولى" للمستشار الدكتور خالد القاضى، بقصر ثقافة بورسعيد، وذلك ضمن فعاليات البرنامج الأدبى لهيئة قصور الثقافة المعد برعاية وزارة الثقافة.

قدم الحفل الفنان الدكتور هانى كمال رئيس الإدارة المركزية لشئون مكتب رئيس الهيئة، وبدأت فعالياته بكلمة رئيس الهيئة، أعرب خلالها عن سعادته بتواجده ببورسعيد الباسلة، مضيفا أنه تم اختيار المحافظة لإقامة اللقاء للاحتفال مع شعبها بالعيد القومى.

وتوجه "البسيونى" بالشكر والتحية للدكتورة نيفين الكيلانى وزير الثقافة، وكذلك اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد، لدعمهما الكامل للأنشطة الثقافية والأدبية التى تقدمها الهيئة بالمحافظة.

كما توجه بالتحية للمستشار الدكتور خالد القاضى على كتابه المميز والصادر عن سلسلة العبور، بالتزامن مع احتفالات الهيئة بمناسبة اليوبيل الذهبى لنصر أكتوبر المجيد.

من جانبه ألقى الأديب والشاعر مسعود شومان رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية بالهيئة، والذى أدار المناقشة، قصيدة توضح نضال الشعب البورسعيدى وكفاحه لمواجهة العدوان بعنوان "يا بورسعيد" ليستهل بها كلمته.

وأضاف قائلا: إنه من دواعى سرورى أن أقدم حفل توقيع هذا الكتاب الثرى لأنه جديد فى بابه، وأهنئ عليه المستشار خالد القاضى الذى تحفل سيرته بسطور مضيئة.

ثم قدم "شومان" نبذة مختصرة عن حياة المؤلف ومسيرته العلمية والعملية موضحا خلالها أن "القاضى" باحث فى القانون الدولى، ويشغل منصب رئيس محكمة الاستئناف، حصل على ليسانس الحقوق بتقدير جيد جدا، ونال درجة الماجستير عام 1996، ثم الدكتوراه بمرتبة الشرف عام 2002.

وأضاف أن المؤلف يتمتع بسيرة ذاتية حافلة بجوائز ووظائف وخبرات فى التحكيم، فهو عضو اتحاد كتاب مصر، وله من الإصدارات ما يزيد عن 50 كتابا فى مجال القانون، الاقتصاد، العلاقات الدولية، والدستور، وغيرها.

وعن الكتاب أوضح "شومان" أنه يتكون من فصلين: الأول بعنوان "قواعد القانون الدولى لمشروعية الحرب" ويضم مبحثين هما: مراحل مدى مشروعية الحرب قبل ميثاق الأمم المتحدة، والثانى: مدى مشروعية الحرب فى ميثاق الأمم المتحدة عام 1945.

أما الفصل الثانى فيضم ثلاثة مباحث وهى التطورات التاريخية قبل حرب أكتوبر، يوميات الحرب، وأسس المشروعية الدولية لحرب أكتوبر، وتتناول خاتمة الكتاب عرضا لأهم ما ورد فيه ومنها مرحلة إنهاء النزاع المسلح بين مصر وإسرائيل، وكيف كانت الحرب دفاعية تستهدف تضميد جراح نكسة 1967، عودة سيناء فى 25 أبريل 1982، ثم عودة طابا بالتحكيم الدولى 1989، هذا بالإضافة إلى مناقشة تشكيك البعض فى هذه المشروعية، لأن مصر هى التى بدأت بالهجوم، ولماذا نبحث عن مشروعيتها الآن خاصة بعد أن مر 50 عاما على الحرب.

وفى كلمته وجه الدكتور خالد القاضى التهنئة للقوات المسلحة المصرية بنصر أكتوبر المجيد، مشيرا إلى أنه يعكس حلاوة النصر لجيش مصر وشعبها، ومرارة الهزيمة للعدو، ويذكرنا بأن قوة المصريين تكمن فى وحدتهم، وقد عرض الكاتب أهم موضوعات الكتاب، مؤكدا أن مشروعية حرب أكتوبر أكدت أن الحق ظاهر جلى لا لبس فيه ولا غموض، داعيا الدارسين والباحثين فى القانون الدولى إلى البناء على تلك المشروعية فى التأصيل القانونى للحروب الدائرة رحاها فى مختلف مناطق الصراع.

وتابع قائلا: سعدت باختيار هيئة قصور الثقافة لمدينة بورسعيد لتوقيع الكتاب بالتزامن مع احتفالاتها بعيد النصر بالمحافظة، موجها كل الشكر والتقدير للسيد رئيس الهيئة لحرصه على تطوير أنشطة الثقافة الجماهيرية، ونشر التوعية فى المجالات المختلفة.

وأضاف أنه حرص على تأليف هذا الكتاب ليقدمه إهداء لأبطال حرب أكتوبر والشهداء والأجيال الشابة من المجندين المصريين، وقادة الجمهورية الجديدة، لدراسة هذا النصر المظفر الذى تكمن مشروعيته فى القرار "242" الصادر عن الأمم المتحدة بانسحاب إسرائيل من جميع الأراضى المحتلة عام 1967.

واختتم الحفل الذى أقيم بالتعاون بين الإدارة المركزية للشئون الثقافية، وإقليم القناة وسيناء الثقافى، وفرع ثقافة بورسعيد، بفتح باب المناقشة بحضور كل من أمل عبد الله رئيس الإقليم، الدكتور شعيب خلف مدير عام الإقليم، الدكتورة جيهان الملكى مدير عام الفرع، شيرين عبد الرحمن مدير عام فرع ثقافة الإسماعيلية، والشاعر عادل الشربينى رئيس نادى أدب بورسعيد، ونخبة من الباحثين والمثقفين بالمدينة الباسلة.

ودارت الأسئلة حول عدة موضوعات مهمة منها كيفية التصدى لمزاعم الغرب الذين يشككون فى انتصار مصر فى حرب أكتوبر، أسباب البحث عن مشروعية الحرب، ومدى مشروعية مصر بعد القرار 242 الصادر من مجلس الأمن الدولى فى أعقاب نكسة 1967.

وقام المستشار خالد القاضى بالرد على التساؤلات كافة، موضحا أن الحرب كانت دفاعية ولم تكن هجومية، فمصر كانت تسترد أرضها، وليس هناك من يمكنه أن ينكر على شعب حقه فى تحرير أراضيه المحتلة بالغصب والقوة، فاحتلال أرض الغير هو عمل غير مشروع لا سند له فى القانون وقواعد السلوك الدولى، مضيفا أنه تم طرح موضوع المشروعية للمناقشة بعد مرور 50 عاما على الحرب نظرا لندرة الكتابات والدراسات المعنية التى تناولت تلك القضية.