في اليوم العالمي للإذاعة.. الراديو المصري يقترب من عامه الـ 90 والإبداع لا ينتهي

يتجدد احتفال العالم باليوم العالمي للإذاعة، في الثالث عشر من فبراير في كل عام، ويحل احتفال هذا العام مع احتفال الإذاعة المصرية بعيدها التسعين، لكن بالرغم من ذلك يبقى صوت الإذاعة قويًا ينطلق حاملاً رسالتها عبر الأثير.

وكان احتفاء عمالقة الفن بالإذاعة المصرية قويًا منذ انطلاقتها الأولى عام 1934م، فعلى وقع الأثير تفجرت إبداعاتهم بعد سنوات طويلة من العشوائية، حيث سيطرت الإذاعات الأهلية على الساحة في مصر منذ عشرينيات القرن الماضي.

بدء بث الإذاعة الحكومية المصرية

بدأ بث الإذاعة الحكومية المصرية في 31 مايو 1934م بالاتفاق مع شركة ماركوني، وتولى إدارتها منذ إنشائها سعيد باشا لطفي شقيق السيد أحمد لطفي السيد أول رئيس للجامعة المصرية.

وكانت الساعة الخامسة من مساء الحادي والثلاثين من مايو، هي الانطلاقة الأولى للإذاعة المصرية، إذ ظهر صوت الفنان أحمد سالم من شارع الشريفين عبر أثير الإذاعة قائلا: "هنا الإذاعة اللاسلكية للحكومة المصرية.. هنا القاهرة"، وكانت أولى الفقرات، تلاوة مباركة للشيخ محمد رفعت من سورة الفتح.

عمل مدحت عاصم والذي كان مديرًا لبرنامج الموسيقى ورئيسًا للجنة الاستماع في الإذاعة المصرية، منذ اللحظة الأولى على بث الحفلات الغنائية لسيدة الغناء العربي أم كلثوم، وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، كما كانت له اليد الأولي في اكتشاف رموز الغناء في زمن الفن الجميل مثل الموسيقار رياض السنباطى، وملك العود فريد الأطرش، والفنان عبد العزيز محمود، والفنانة نجاة على، وأسمهان، وليلى مراد؛ حيث شكلوا الطليعة الأولى من أبناء الراديو.

الدراما الإذاعية

وكانت الدراما الإذاعية أيضا حاضرة بفضل عمالقة الإخراج الإذاعي مثل يوسف الحطاب، ومحمد توفيق، والسيد بدير، ومحمد علوان، وعبده دياب، ومحمود السباع.

واستحوذت المسلسلات الإذاعية التي كانت تذاع في الخامسة مساء على نسب استماع منقطعة النظير بين المصريين، وامتزجت الدراما بالغناء لتظهر "البرامج والصور الغنائية" التي كانت تعتمد على تقديم الأغاني والموسيقى في سياق درامي.

البرامج الجماهيرية

كما ظهرت البرامج الجماهيرية مثل "على الناصية" للإذاعية الراحلة أمال فهمي، و"ساعة لقلبك" للإذاعي طاهر أبو زيد، و"حول الأسرة البيضاء" و"ما يطلبه المستمعون" للإذاعية سامية صادق كانت الأكثر ارتباطًا في وجدان المصريين.

اليوم ومع استعداد الإذاعة لتخطي عتبة عامها التسعين، تبقى "الإذاعة المصرية" صاحبة البصمة الأقوى في الوجدان المصري طيلة هذه العقود، حيث نجحت تلك الأعمال الهادفة التي قدمها الرواد في تشكيل الوعي المصري، واستطاعت أن تكون أحد أيادي القوى الناعمة للسياسة المصرية في محيطها العربي والعالمي.