بلينكن في بكين بدون استقبال رفيع.. ما أبرز الخلافات أمريكا والصين؟

يبدو أن الخلافات العميقة بين القوتين العالميتين لن تنهيها مجرد زيارة أو زيارات، إذ أنه عند وصول طائرة وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، لم تفرش السجادة الحمراء أو تعزف الموسيقى بل خلت قائمة الشخصيات التي استقبلته من أي مسؤول حكومي رفيع.

والتقى الرئيس الصيني شي جينبينج، اليوم الجمعة، وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الساعي إلى معالجة المشاكل وجها لوجه، كما كرر مرارا خلال زيارته إلى بكين.

"شراكة لا منافسة"

وقال جينبينج للمسؤول الأمريكي إن بكين وواشنطن يجب أن تكونا شريكتين وليستا متنافستين.

في المقابل، أكد بلينكن أنه عبر للصينين "بوضوح عن قلق واشنطن من دعم بكين العسكري لروسيا"، مضيفا أن بلاده لا تسعى لتعطيل تنمية الصين لكنها ستتخذ إجراءات لحماية الشركات الأمريكية.

وفي وقت سابق اليوم، أجرى بلينكن محادثات استمرت أكثر من خمس ساعات ونصف ساعة مع وزير الخارجية الصيني وانج بيي وصفها بأنها "معمقة وبناءة".

وقال في مستهل جلستهما الافتتاحية أن"السفينة العملاقة للعلاقات الصينية الأميركية استقرت "لكن عوامل سلبية في العلاقات لا تزال تتزايد وتتراكم"، معتبرا أن واشنطن عرقلت حقوق الصين المشروعة في التطور وكبحتها بطريقة غير مقبولة.

لكن على الرغم من أن المحادثات بين البلدين توسعت خلال الأشهر الأخيرة فإن ملفات اقتصادية وعسكرية عديدة مازالت ملتهبة، ولا يستبعد مراقبون المواجهة العسكرية بين القوتين الاقتصاديتين النوويتين.

مصير تايوان

ويتكرر تبادل الاتهامات حول مصير تايوان التي تديرها حكومة ديمقراطية لكن تعتزم الصين منذ نهاية الحرب الأهلية الصينية عام 1949 إلحاقها بأراضيها بالقوة إذا لزم الأمر.

وفي عام 2021 ثم في 2022، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن بلاده ستدافع عن تايوان في حال تعرضها لغزو صيني، ثم عاد وخفف تصريحاته من خلال إعادة التأكيد على السياسة الأمريكية التي تعترف بـ"صين واحدة" والحفاظ على الوضع القائم للجزيرة.

تيك توك

كذلك من ضمن الخلافات بين الدولتين الكبيرتين منصة تيك توك التي تطالب واشنطن بحظرها أو بيعها.

ووصل بلينكن إلى شنجهاي عقب موافقة الكونجرس الأمريكي على مشروع قانون أعدَّته إدارة الرئيس جو بايدن، لتقديم مساعدات بمليارات الدولارات لكلٍّ من أوكرانيا وإسرائيل وتايوان

ويهدف أيضا لإرغام منصة "تيك توك" للتواصل الاجتماعي على الانفصال عن الشركة الأم "بايت دانس" الصينية، فيما يمكن أن يُعقّد الجهود الدبلوماسية لكبح الخلافات التي تهدد استقرار العلاقات بين الخصمين العالميين.

العلاقات مع روسيا

كما أن العلاقات الصينية الروسية تقلق البيت الأبيض أيضا، إذ أنه قبل زيارة بلينكن، قال مسؤولون أمريكيون إن الحرب في أوكرانيا ستكون موضوعاً أساسيا خلال تلك الزيارة.

وترى إدارة بايدن أن الدعم الصيني سمح لموسكو بإعادة تشكيل قاعدتها الصناعية الدفاعية إلى حد كبير، مما لا يؤثر في الحرب بأوكرانيا فحسب، بل يشكل تهديداً أوسع لأوروبا.

أما بكين، فتؤكد أن لها الحق في التجارة مع موسكو، وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية وانج وين بين، إنه من "النفاق وعدم المسؤولية أن تقدم الولايات المتحدة مشروع قانون مساعدات واسع النطاق لأوكرانيا، بينما تُوجّه اتّهامات لا أساس لها إلى التبادلات الاقتصادية والتجارية الطبيعية بين الصين وروسيا".

صراع الفضاء

يشار أيضا إلى هناك العديد من القضايا الخلافية بين البلدين مثل الأمن القومي والصناعات العسكرية والتكنولوجية والعلاقات الدبلوماسية مع بعض الدول، بل وصل التنافس المحموم إلى الفضاء.

وكان غزو روسيا لأوكرانيا قد فتح فصلا جديدا في حرب الفضاء، لكن الصين هي القوة التي تقلق أميركا بالفعل، حيث تسعى إلى مضاهاة إن لم يكن تجاوز تفوق أميركا في السماء.

ففي أي صراع مستقبلي بين أميركا والصين، على سبيل المثال، ستكون الأقمار الصناعية ضرورية للعثور على الأهداف وتدميرها عبر المسافات الشاسعة للمحيط الهادئ.