هل يعد الانسحاب العسكري الأمريكي من النيجر انتصار لروسيا؟

بعد توجيه استثمارات تجاوزت قيمتها مليار دولار في النيجر على مدى عقد من الزمن، قررت القوات العسكرية الأمريكية الانسحاب من الدولة الواقعة في غرب إفريقيا، حيث يبلغ عددها أكثر من 1000 جندي، خلال الأشهر القادمة.

وبدت الولايات المتحدة غير متفائلة بخطوة الانسحاب المحتملة، حيث أشار المسؤولون إلى أنها ستكون ضربة قاسية لجهود البلاد في مكافحة الإرهاب في منطقة معروفة بوجود تهديدات رئيسية متزايدة.

وتقع النيجر، البلد الغير ساحلي، وسط جوار مضطرب، حيث تنضم الميليشيات المحلية إلى منظمات إرهابية دولية مثل تنظيم القاعدة وداعش.

وقال أحد كبار المسؤولين العسكريين الأمريكيين، الذين قضوا بعض الوقت في النيجر، إن الانسحاب المحتمل سيكون ضربة مدمرة، سواء بالنسبة للجهود الإقليمية لمكافحة الإرهاب أو للسلام الشامل في المنطقة.

وأضاف المسؤول: "لقد عمل جنودنا لسنوات على بناء القدرات وتوفير التدريب للقوات الإقليمية، وهذه الخطوة ستكون ضربة قاسية على جميع المستويات."

وبعد الانقلاب العسكري في يوليو 2023، أوضح قادة النيجر في مناقشات مع المسؤولين الأمريكيين أنهم غير مهتمين بالجهود الأمريكية لتوجيه البلاد نحو انتخابات ديمقراطية جديدة، وبدلاً من ذلك كانوا ينوون التعامل مع روسيا للحصول على خدمات أمنية ومساعدات، ومع إيران للتوصل إلى اتفاق بشأن احتياطيات النيجر من اليورانيوم.

كما تسعى الولايات المتحدة لمواجهة التأثير المتنامي لروسيا والصين في أفريقيا، وفي مارس، حذر الجنرال مايكل لانجلي، قائد القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا، أعضاء الكونجرس من أن "عددًا من الدول على وشك الوقوع في قبضة الاتحاد الروسي".

وبعد إخراج القوات الفرنسية من النيجر بعد انقلاب العام الماضي، بدأت الحكومة العسكرية في النيجر البحث عن شركاء جدد، ما دفع مسؤولين أمريكيين للتعبير عن قلقهم حين طُردت قوات النيجر من فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة في البلاد.

حيث شهدت المنطقة المحيطة بالنيجر ستة انقلابات ناجحة خلال السنوات الثلاث الماضية، حيث أعربت المجالس العسكرية الحاكمة في غينيا ومالي وبوركينا فاسو عن دعمها للقادة العسكريين الجدد في النيجر.

وبوركينا فاسو ومالي كانتا الدولتين الأوليتين التي تعاقبتا على التعاقد مع شركة المرتزقة الروسية المعروفة سابقًا باسم مجموعة فاغنر لتقديم التدريب والدعم العسكري.

ووفقًا لمصادر لشبكة "سي بي إس نيوز"، فإن عددًا قليلًا من قادة الانقلاب في النيجر كانوا قد تلقوا تدريبًا عسكريًا أمريكيًا خلال تدريبات مختلفة في القارة.

وتشير تقديرات إلى أن الولايات المتحدة قامت بإنفاق مبالغ تتجاوز مليار دولار على إنشاء قاعدتين للطائرات بدون طيار وسفارة جديدة في النيجر على مدى العقد الماضي.

كما تعتبر هذه القواعد النيجرية، حيث يتمركز فيها حوالي 1100 جندي أمريكي، أساسية للعمليات الأمريكية في المنطقة المضطربة بالساحل، التي تمتد عبر شمال إفريقيا.