ماذا وراء تأجيل زيارة أردوغان إلى البيت الأبيض؟
كشفت وسائل إعلام تركية، عن تأجيل زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى البيت الأبيض في 9 مايو.
ويأتي هذا التأجيل في ظل جهود متواصلة لإعادة ترتيب العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا، ويثير تساؤلات حول الآثار المحتملة على الساحة السياسية العالمية، بما في ذلك تأثيره على العلاقات بين تركيا وروسيا.
ومن الممكن أن يتأخر القرار بشأن الزيارة الرسمية إلى البيت الأبيض، كما يعتقد القادة في أنقرة، حيث تكون التصريحات الصادرة عن جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي للاتصالات الاستراتيجية، يوم الخميس نقطة تحول مهمة.
وفيما يتعلق بالزيارة، أشار كيربي إلى عدم وجود توقيت محدد للحديث عن زيارة الرئيس أردوغان، مما يعكس التعقيدات المحتملة في التنسيق.
فعلى الرغم من التحضيرات التي قام بها المسؤولون من الجانبين للاجتماع المنتظر منذ فترة طويلة، إلا أن الرحلة لا تزال قيد المناقشة حتى اللحظة الحالية.
ويُعتبر الرئيس جو بايدن هو الأول منذ عقدين من الزمن الذي لم يستقبل الرئيس أردوغان في البيت الأبيض خلال السنوات الثلاث الأولى لفترة رئاسته.
وحصول تركيا على نظام صواريخ إس-400 الروسي وعملياتها ضد الأكراد السوريين، الذين يعتبرهم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش حلفاءً، أثراً سلباً على العلاقات.
ومع ذلك، تصاعدت التوترات مع إيران والصراعات في أوكرانيا وغزة، مما جعل الدور الاستراتيجي لتركيا يعود إلى الواجهة.
واستغل الرئيس أردوغان هذا التغيير لصالحه، حيث أبدى اهتمامه بموافقة الناتو على عضوية السويد لعدة أشهر.
فقد كان لقرار إدارة بايدن بالسماح ببيع طائرات F-16 وتحديث معدات الطيران التركي سببًا في تحسن العلاقات ودعوة أردوغان إلى البيت الأبيض.
وقد تسربت أنباء الزيارة قبل يومين من الانتخابات البلدية في 31 مارس، وأفادت قناة "أودا تي في" التركية في 20 أبريل بأن أردوغان سيلغي الزيارة بعدما وافقت الولايات المتحدة على حزمة مساعدات بقيمة 26 مليار دولار لإسرائيل.
وتغيرت لهجة أردوغان بشكل واضح عندما انتقد إسرائيل وإدارة بايدن بسبب سياستهما تجاه غزة خلال مؤتمر حول القدس في اسطنبول، حيث وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه "جزار غزة"، مؤكدًا أنهم "لن يكونوا من بين أولئك الذين يتهمون حماس زورًا بأنها منظمة إرهابية".
وأضاف أردوغان: "مع الدعم العسكري والدبلوماسي غير المشروط الذي تقدمه لإسرائيل، فإن الإدارة الأمريكية لا تساهم في الحل، بل تعمل على تضخيم المشكلة".
وأشارت مصادر مطلعة على تخطيط برنامج أردوغان إلى أن القضية الحقيقية تكمن في عدم الوضوح من جانب واشنطن.
