ما جديد مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة؟
كشف موقع "أكسيوس" الأمريكي، عن اقتراح من الجانب الإسرائيلي للتوصل إلى اتفاق محتمل مع حماس لوقف إطلاق النار مقابل الإفراج عن الرهائن وبدء محادثات حول "استعادة الهدوء المستدام" في غزة.
وفي الأيام الأخيرة، قامت حماس أيضًا بنشر عدة مقاطع فيديو لتأكيد حياة الرهائن المقرر تبادلهم في وقت لاحق، مما قد يزيد من الضغط السياسي الداخلي على إسرائيل، خاصةً أن مسألة عودة الرهائن تعد قضية حساسة.
ويعتبر مصطلح "الهدوء المستدام" حلاً أقل تطرفًا من المفهوم المتداول لـ "النصر الكامل" الذي كان يروج له رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي كان يعد بتفكيك حماس.
ولاحظ أن هذا يعكس أيضًا اقتراحًا لهدنة من أحد كبار مسؤولي حماس، خليل الحية، الذي طرح فكرة الهدنة الأسبوع الماضي.
ومع ذلك، كانت الرسائل المتعلقة بالمحادثات متناقضة للغاية. في حين أعرب القطريون، الذين يشاركون في وساطة المحادثات، عن إحباطهم إزاء تعثر المحادثات، فقد شهدت المحادثات المصرية الإسرائيلية في الأيام الأخيرة نشاطًا متزايدًا، وهو الحوار الذي نجح سابقًا في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في النزاعات السابقة.
وأكد مسؤول إسرائيلي كبير لوسائل الإعلام العبرية أن المحادثات مع المصريين كانت "مثمرة للغاية، ومركزة، وتشهد تقدمًا على جميع الجبهات".
وموقف الولايات المتحدة يتمثل في الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، حيث يُعتبر الاتفاق المطروح على الطاولة جيدًا، وتحمل حماس مسؤولية تجنب الانحراف عنه.
و مع إعلان حماس دراسة العرض الإسرائيلي الجديد، تشير تقارير وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى تبني موقف أكثر "مرونة" في اجتماعات مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي، ومن المتوقع زيارة وزير الخارجية الأمريكي لإسرائيل لبحث المفاوضات.
بالنسبة لتهديد إسرائيل بشن هجوم على رفح، تُوضح إسرائيل أنها تعتبر هذا التهديد خطرًا مباشرًا على حماس، وتعتبره فرصة أخيرة لوقف إطلاق النار، على الرغم من المعارضة القوية الدولية لدخول إسرائيل إلى رفح، وخاصة في واشنطن، مما يقلل من فعالية هذه الرسالة.
وقد أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" يوم الجمعة أن الإدارة البايدنية تنظر في فرض قيود على صادرات المعدات الدفاعية إلى إسرائيل في حال شنت عملية واسعة النطاق في رفح.
وفي سياق ذلك، أشار وزير الخارجية الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، خلال مقابلته مع القناة 12 بعد اجتماعه مع الوفد المصري، إلى أن إطلاق سراح الرهائن يعد أمراً بالغ الأهمية بالنسبة لإسرائيل.
فبعض المعلقين الإسرائيليين يشير إلى تكهنات حول إمكانية إصدار محكمة العدل الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبار كمحفز لاستئناف المحادثات.
فيما يتعلق بالصفقة المحتملة، يظل شكلها الأساسي ثابتًا، وتتضمن "وقف إطلاق نار إنساني"، مع تبادل الرهائن ووقف إطلاق النار والإفراج عن السجناء الفلسطينيين.
ومن غير الواضح كيف سيؤثر إطلاق سراح الرهائن الإنسانيين على المجموعات الأخرى، بما في ذلك الجنود الأسرى.
كما أن هناك اقتراحات بأن إسرائيل قد تتنازل في المستقبل أكثر، مثل سحب القوات من غزة وسماح بعودة السكان إلى الشمال، وتغيير النقاش في الدوائر الأمنية الإسرائيلية بشأن كيفية التعامل مع تهريب الأسلحة من مصر.
كما تبدو المحادثات الجارية بحسن نية؛ ومع ذلك، يتم التركيز بشكل كبير على السخرية من الطرفين اللذين يناقشان، وهما إسرائيل وحماس.
ويسعى كل طرف إلى توجيه اللوم للطرف الآخر في حالة فشل المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار الحالي.
وعلى الرغم من ذلك، يظهر هناك تقدم ملموس في الوقت الحالي، خاصة مع الإفراج المتوقع عن السجناء الفلسطينيين.
ومع ذلك، تبقى الديناميكيات غامضة بشكل كبير في حماس، خاصة فيما يتعلق بموقف زعيمها في غزة، يحيى السنوار.
ومن جانبه، يواجه نتنياهو تحديات مع ائتلافه، حيث يعارض بعض شركاء الائتلاف اليميني المتطرف أي اتفاق. ومع ذلك، ربما يكون الدعم المتزايد لنتنياهو من قبل الجمهور وانخفاض دعم بيني غانتس قد أخفف الضغط عليه.
وفي تصريح لصحيفة "هآرتس"، اتهم مسؤول قطري الجانبين بتعطيل العملية في كل مرة يقتربان فيها من التوصل إلى اتفاق.
