بعد تصدر اليسار لنتائج الانتخابات.. هل اتضحت ملامح الحكومة في فرنسا؟
شهدت فرنسا اضطرابات سياسية بعد الانتخابات البرلمانية المبكرة، حيث تمكنت الجبهة الشعبية الجديدة اليسارية من تحقيق فوز مفاجئ، مما أدى إلى تراجع حزب التجمع الوطني بقيادة مارين لوبان إلى المركز الثالث، بينما جاء حزب الرئيس إيمانويل ماكرون في المرتبة الثانية.
ولم تتضح بعد ملامح الحكومة الجديدة أو رئيس الوزراء المقبل في ظل غياب الأغلبية الواضحة وتعقيد الائتلافات المحتملة.
ففي ضربة قوية لليمين المتطرف، حققت الجبهة الشعبية الجديدة، وهي ائتلاف يضم أحزاب اليسار المتطرف بقيادة جان لوك ميلينشون، فوزًا كبيرًا.
وتعهد ميلينشون بتنفيذ برنامجه الطموح للإنفاق المرتفع، معلنًا رفضه للتفاوض أو التعاون مع الرئيس ماكرون، فمن ناحية أخرى، أشار زعيم حزب التجمع الوطني، جوردان بارديلا، إلى أن حزبه سيواصل البناء على نجاحه في الانتخابات الأوروبية.
وكانت النتائج الفوضوية للانتخابات نتيجة للتصويت التكتيكي الذي اعتمده الناخبون لإحباط تقدم حزب التجمع الوطني.
ووفقًا لاستطلاع شركة OpinionWay، صوّت 30% من الناخبين ضد أحد المنافسين بدلاً من التصويت لصالح مرشحهم المفضل، مما أدى إلى تعقيد النتائج.
حيث تواجه فرنسا تحديًا كبيرًا في إيجاد طريقة جديدة للحكم في ظل البرلمان المتنوع.
وتتطلب المرحلة القادمة الكثير من التنازلات والنقاشات، كما أشار رافائيل جلوكسمان، شخصية بارزة في التحالف اليساري.
كما أكد جلوكسمان على ضرورة بدء حقبة جديدة من التصرف بمسؤولية وتحقيق الحوار البنّاء بين الأطراف المختلفة.
وقد برز جان لوك ميلينشون كزعيم قوي بعد الانتخابات، مطالبًا بضرورة استدعائه لحكم البلاد.
حيث جاء هذا التصريح في وقت كان فيه قادة التحالف اليساري الآخرون، بما في ذلك الاشتراكيين والخضر، لم يتسن لهم الحصول على فرصة للحديث.
وأشار الرئيس السابق هولاند إلى أن فريق الوحدة قد يضطر إلى اعتماد الحد الأدنى من الأفكار من البرامج المختلفة لطمأنة المستثمرين.
ومن جهة أخرى، أعربت مارين لوبان عن تفاؤلها بمستقبل حزبها، مؤكدة أن التجمع الوطني هو الحزب الوحيد الذي حصل على أكبر عدد من المقاعد. ومع ذلك، فإن التحدي الأكبر الآن هو كيفية بناء ائتلاف حكومي مستقر.
كما تثير خطط الإنفاق الضخمة للجبهة الشعبية الجديدة مخاوف المستثمرين، إلا أن تشكيل ائتلاف حكومي متوازن قد يخفف من هذه المخاوف.
