مدفع الإفطار في سوهاج.. تقليد رمضاني عمره 130 عامًا

يُعد مدفع الإفطار واحدًا من أبرز التقاليد الرمضانية في محافظة سوهاج، حيث يضفي أجواءً احتفالية مميزة تملأ الشوارع بالبهجة، خاصة بين الأطفال الذين ينتظرون لحظة الإطلاق بترقب وحماس.

البداية.. صدفة مملوكية أصبحت تقليدًا

يعود تاريخ استخدام مدفع الإفطار في مصر إلى العصر المملوكي، وبالتحديد في القرن الخامس عشر، حينما أمر السلطان المملوكي خشقدم بصنع مدفع جديد، وتصادف اختبار إطلاقه مع وقت غروب الشمس في شهر رمضان.

اعتقد السكان حينها أنه وسيلة جديدة للإعلان عن موعد الإفطار، وسرعان ما أصبح المدفع جزءًا من الطقوس الرمضانية التي استمرت حتى يومنا هذا.

مدفع الإفطار في سوهاج.. إرث يمتد لأكثر من قرن

في محافظة سوهاج، يعود تاريخ مدفع الإفطار إلى أكثر من 130 عامًا، وكان قديمًا يُنقل على ظهور الخيول، أما اليوم فيتم نقله بواسطة سيارة خاصة بمديرية أمن سوهاج، حيث يتولى أحد أفراد الأمن مسؤولية إطلاق القذيفة يوميًا طوال شهر رمضان، وسط أجواء احتفالية تجمع الأهالي في محيط المدفع.

مكونات المدفع وآلية عمله

يتكون المدفع من عجلتين كبيرتين، تتصلان عبر كتلة ترباس تحمل جسم المدفع، إضافة إلى ماسورة إطلاق مصنوعة من الحديد الصب، وخزينة لحفظ البارود، وزاوية ضبط لتحديد مسار القذيفة. يتم تحريكه بدقة استعدادًا للحظة الإطلاق التي يترقبها الصائمون بفارغ الصبر.

فرحة الأهالي واستمرار العادات

مع اقتراب موعد أذان المغرب، يتجمع المواطنون، لا سيما الأطفال، حول موقع المدفع على كورنيش النيل الغربي، لمشاهدة لحظة إطلاق القذيفة التي أصبحت رمزًا من رموز رمضان في سوهاج، محافظةً على إرث ثقافي يعكس روح الشهر الفضيل ويعزز الأجواء الرمضانية المميزة.

ورغم التطورات التكنولوجية الحديثة، يظل مدفع الإفطار حاضرًا كأحد أهم المظاهر الرمضانية التي تعيد إلى الأذهان أصالة العادات والتقاليد التي توارثها المصريون عبر الأجيال.