«الجارديان»: بوتين يعلن لأول مرة استعداده لمحادثات ثنائية مع أوكرانيا لإنهاء الحرب


سلّطت صحيفة الجارديان البريطانية الضوء على التحول اللافت في موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد أن أبدى لأول مرة استعداده لعقد مباحثات ثنائية مع أوكرانيا بهدف التوصل إلى حل سياسي ينهي الحرب المستمرة بين البلدين.
وفي مقال للصحفي وارين موراي، أوضحت الصحيفة أن بوتين لطالما رفض الدخول في مفاوضات مباشرة مع كييف، مشددًا على ضرورة تغيير النظام الأوكراني أولًا، واصفًا الرئيس فولوديمير زيلينسكي بـ"غير الشرعي"، ومؤكدًا رغبته في الحوار مع رئيس "يمثل بلاده بصورة شرعية".
لكن هذا الموقف شهد تغيرًا ملحوظًا، إذ أعلن بوتين خلال مقابلة تلفزيونية أنه يؤيد أي مقترح يدفع باتجاه إحلال السلام، معربًا عن أمله في أن تتخذ كييف موقفًا مماثلًا.
من جانبه، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استعداده للدخول في مفاوضات توقف الهجمات الروسية على بلاده، مشيرًا إلى أنه بانتظار رد رسمي من موسكو لبدء الحوار.
وأشارت الصحيفة إلى أن كلا الزعيمين يواجهان ضغوطًا كبيرة من الإدارة الأمريكية، بقيادة الرئيس دونالد ترامب، والتي هددت بالتخلي عن جهود الوساطة إذا لم يُحرز الطرفان تقدمًا ملموسًا نحو السلام.
وفي هذا السياق، من المرتقب وصول وفد أوكراني إلى العاصمة البريطانية لندن يوم الأربعاء لعقد اجتماعات مع ممثلين من المملكة المتحدة، وفرنسا، والولايات المتحدة. وكان زيلينسكي قد صرّح، يوم الإثنين، بأن بلاده منفتحة على أي مفاوضات بنّاءة لتحقيق تسوية سلمية.
وتطرقت الجارديان أيضًا إلى تسريبات تشير إلى ضغوط أمريكية كبيرة لدفع الطرفين نحو اتفاق سلام يُراعي مصالح موسكو. وتشير المسودة المسربة إلى احتمال تثبيت خطوط التماس الحالية على الجبهة الممتدة لمسافة تقارب 1000 كيلومتر، والاعتراف بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم، فضلًا عن التزام أوكرانيا بعدم الانضمام لحلف شمال الأطلسي (الناتو).
كما تتضمن التسريبات اقتراحًا بتحويل محطة زابوروجيا النووية، الخاضعة حاليًا للسيطرة الروسية، إلى منطقة ذات سيادة محايدة، بما يضمن سلامة المنشأة ويبعدها عن الصراع.