صورة الطفل في الدراما المصرية بالأعلى للثقافة


تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة؛ والدكتور أشرف العزازي، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة؛ نظمت لجنة فنون الطفل ومقررتها الدكتورة رشيدة الشافعي، ندوة بعنوان "صورة الطفل في الدراما المصرية".
أدارت الندوة الدكتورة رشيدة الشافعي، "أستاذ الرسوم المتحركة بالمعهد العالي للسينما بأكاديمية الفنون، ومقررة لجنة فنون الطفل".
شارك بالندوة: الكاتب والروائي أحمد قرني عضو لجنة الطفل الذي أكد أهمية رصد شخصية الطفل في الدراما، وقال إنه كرجل قانون قبل أن يكون أديبًا وجد اختلافًا كبيرًا بين مصر وأوروبا وأمريكا في التعامل مع الطفل وظهوره على الشاشة في الغرب لا بد من وجود مرشد نفسي أو منسق أسري للطفل في فترة العمل داخل الاستديو، كما أن وقت عمل الطفل من ربع ساعة لـ٤ ساعات عمل حسب عمر الطفل، حتى العائد المادي يوضع الجزء الأكبر منه في حساب مغلق باسم الطفل، ولكن في الدراما المصرية لا توجد هذه الحقوق للطفل.
وأشار الناقد السينمائي الأمير أباظة رئيس مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط إلى أن في بدايات السينما المصرية كانت هناك بطولات للأطفال مثل الطفلة فيروز، لكنها قدمت الشخصية وليس الطفلة، وهي طفلة تتحدث بمنطق الكبار، وأفلام عديدة مثل أم العروسة والحفيد الأطفال موجودون بشكل هامشي وليس أساسيًّا، وقال حتى في تربية الأطفال نتعلَّم من الأطفال ولا نعلِّمهم، والأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الدراما لا تقدم ما يمثلهم.
وقالت إيمان بهي الدين مدير إدارة إعلام الطفولة بالمجلس العربي للطفولة والتنمية، عضو لجنة فنون الطفل إن الدراما بشكل عام لها تأثير كبير، مشيرة إلى أنها لن تتناول النقد الفني لأن له متخصصين، وقالت إن هناك دراسة أجراها المجلس العربي للطفولة والتنمية حول تصحيح المصطلحات والصور الخطأ المتداولة حول الأطفال في وسائل الإعلام العربية، تركز على التحليل الكيفي للمصطلحات والصور الخطأ المتداولة للأطفال في الدراما، إذ خضع الرصد في مصر لـ٤١ عملًا فنيًّا مثل: مشكلات التعليم، والإعاقة، والمشكلات الأسرية، والأطفال بلا مأوى، والختان، وتزويج الأطفال.
موضحة أن هناك عددًا من الظواهر السلبية نراها مؤخرًا في الدراما، مثل ممارسة الأطفال للبلطجة، كما أهملت الدراما في كثير من أعمالها الحقوق المتعلقة بالطفل المصري، كما لم يكن للأطفال ذوي الإعاقة الأولوية لدى صناع الدراما.
وتحدثت عن مجموعة من المسلسلات، ومنها: "لام شمسية" الذي تناول قضية التحرش بالأطفال، فغالبًا يكون المتحرش من الدائرة المحيطة بالطفل، وانتقدت تناوله التدخل النفسي للضحية فقط وليس للمتحرش، واعتباره أن العقوبة القانونية هي الحل وحدها، وأكدت أهمية الاستعانة بخبراء في المجال عند التناول الدرامي لخدمة القضية وقالت إنه قدم القضية بشكل به تعميم وهو أمر خطير، وأكدت أهمية التوعية للوقاية من البداية، وتحدثت عن مسلسل "أشغال شاقة جدًّا" الذي استعرض الطفل البلطجي الذي يمارس التنمر داخل المدرسة وخارجها، مثل نموذج صابر عكاشة، موجود في المدارس بأسلوبه وطريقته، وقالت إننا بحاجة لتقديم نماذج إيجابية، كما تحدثت عن مسلسل "ولاد الشمس" الذي يطرح قضايا الأطفال في دور الأيتام واستغلال الأيتام في أعمال غير مشروعة، ومشاكل التبني والكفالة وكيف يمكن تأهيل الأطفال ١٨ سنة للخروج للحياة دون مشاكل.
وقارنت الدكتورة نادية عويس، المدير التنفيذي لمؤسسة دنيتنا لصناع التحدي، بين الطفل في الدراما قديما وحديثًا، موضحة أنه في الماضي كان المسلسل موجهًا للأطفال؛ مثل مسلسل "عمو فؤاد"، وبوجي وطمطم و"غدا تتفتح الزهور"، و"ماما نجوى" و"أبلة فضيلة"، كما قالت إن هناك مسلسلات كانت تحمل قيمة درامية وأخلاقية مثل مسلسل "هند والدكتور نعمان"، و"ليالى الحلمية"، و"رأفت الهجان"، و"دموع في عيون وقحة"، ولن أعيش في جلباب أبي". وكل تلك المسلسلات كانت تستعين بأطفال وتقدم قيمة ورسالة وليس مجرد وجود أطفال بشكل هامشي مثل أغلب المسلسلات والبرامج التي يشارك بها الأطفال في وقتنا الحالي.