كارثة إنسانية وصحية.. غزة تفقد بصرها والعالم أصم


تتصاعد التحذيرات من انهيار كامل للقطاع الصحي في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية التي يشهدها الفلسطينيون منذ عقود.
فقد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، اليوم الأحد، أن الأزمة الدوائية دخلت مرحلة حرجة مع ارتفاع مؤشرات النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية.
وأكدت الوزارة في بيانها الأخير أن 43% من الأدوية الأساسية نفدت تمامًا من المخازن، بزيادة 6% عن الشهر الماضي، فيما بلغ رصيد المستهلكات الطبية صفرًا بنسبة 64%.
ويعمل طاقم الطوارئ والعمليات والعناية المركزة وفق أرصدة مستنزفة لا تفي بالحاجة، في وقت تتزايد فيه الإصابات الحرجة نتيجة القصف المستمر.
وحذّرت الوزارة من أن مرضى الفشل الكلوي، والأورام، وأمراض القلب والدم والأمراض غير السارية هم الأكثر تضررًا من هذا الانهيار، مؤكدةً أن استمرار منع إدخال الإمدادات الدوائية العاجلة يهدد بتوقف تقديم الرعاية الصحية بشكل كامل.
وكشفت الوزارة عن أرقام صادمة تتعلق بتداعيات الحرب الإسرائيلية على قطاع العيون، إذ فقد نحو 1500 مواطنًا بصرهم بشكل كامل، بينما يواجه 4000 آخرون خطر فقدانه بسبب نقص التجهيزات والمواد الطبية اللازمة لجراحات العيون الدقيقة.
وأكد الدكتور عبد السلام صباح، مدير مستشفى العيون في غزة، أن القطاع الصحي يواجه عجزًا خطيرًا في الأجهزة والمستهلكات الخاصة بجراحات العيون، واصفًا الوضع بأنه على حافة الانهيار.
وقال: "مستشفى العيون لا يمتلك سوى 3 مقصات جراحية مستهلكة تُستخدم بشكل متكرر، ما يزيد من المخاطر ويمنع إنقاذ المرضى".
وأضاف أن المواد الحيوية مثل الهيلون والخيوط الجراحية الدقيقة شارفت على النفاد، ما يهدد بفقدان القدرة الكاملة على إجراء العمليات الجراحية خلال أيام.