غزة تصارع الجوع... والأزمات الإنسانية تتفاقم
تشهد الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة انهيارًا غير مسبوق، وسط أزمة غذائية خانقة وغياب شبه تام للمساعدات الإغاثية، بحسب ما أفاد به يوسف أبو كويك، مراسل القاهرة الإخبارية من غزة.
وأوضح أبو كويك، خلال رسالة متلفزة من داخل القطاع، أن آلاف العائلات باتت عاجزة عن توفير وجبة طعام واحدة يوميًا، بعد توقف المطابخ المجتمعية المعروفة بـ"التكايا"، وعلى رأسها "المطبخ العالمي"، الذي كان يمثل شريان حياة لكثير من الأسر الفقيرة، مشيرا إلى أن ما يقارب نصف منازل غزة أصبحت خالية من الطحين، بينما توقفت جميع المخابز عن العمل منذ أكثر من أربعين يومًا. ويأتي ذلك في ظل استمرار الإغلاق الكامل للمعابر منذ عشرة أسابيع، مما فاقم من أزمة الغذاء والاحتياجات الأساسية، في وقت تباع فيه المواد الغذائية بأسعار تفوق قدرة السكان، تزامنًا مع وصول معدلات الفقر إلى قرابة 100%، وفق تقارير منظمات دولية.
وأضاف أن حالات سوء التغذية بين الأطفال شهدت ارتفاعًا مقلقًا، حيث زادت نسبة الحالات التي تتطلب تدخلًا طبيًا من 16% إلى 60%، وسط تحذيرات من تعرض نحو 600 ألف طفل لخطر الإصابة بأمراض خطيرة، خاصة مع منع سلطات الاحتلال إدخال اللقاحات الحيوية، ومنها لقاح شلل الأطفال.
وفي المشهد الميداني، يواصل الجيش الإسرائيلي استهداف المدنيين والصحفيين، حيث ودّع صحفيو غزة زميلهم حسن صليح، الذي استشهد إثر قصف مباشر استهدف الطابق الثالث من مستشفى ناصر في خانيونس. وكان صليح قد نجا في وقت سابق من محاولة اغتيال، وتعرض لاحقًا لاتهامات من الجيش الإسرائيلي بالمشاركة في أحداث السابع من أكتوبر، رغم عدم تورطه في أي أنشطة عدائية.
