مختار غباشي: الكونجرس سيصطدم مع ترامب بشأن رفع العقوبات عن سوريا


أكد الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا لن يتم بسهولة، نظرًا للتعقيدات السياسية داخل الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن الكونغرس قد يعارض أي قرارات تنفيذية يتخذها الرئيس ترامب بهذا الخصوص.
وأوضح غباشي خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن المرحلة المقبلة ستشهد صدامًا محتملاً بين إدارة ترامب والفصائل السورية، خاصة أحمد الشرع المعروف بأبي محمد الجولاني، إذا ما حاولت واشنطن فرض شروط سياسية تتعلق بالانضمام إلى اتفاقيات التطبيع (الاتفاقيات الإبراهيمية) أو طرد الجماعات المسلحة الأجنبية من محيط الجولان.
وأضاف أن هذه المطالب لم تكن مطروحة بشكل مباشر قبل زيارة ترامب الأخيرة، لكن ما بعد الزيارة حمل تحولات جذرية، حيث بدا أن أحد الشروط غير المعلنة يتمثل في انضمام سوريا إلى مسار التطبيع والاعتراف بإسرائيل، وهو شرط يعكس توجهًا أمريكيًا يقوده ترامب لإقناع السعودية والدول الداعمة لسوريا بالمضي في هذا المسار.
وأشار نائب رئيس المركز العربي إلى أن السعودية وقطر دخلتا بقوة على خط إعادة الإعمار في سوريا، عبر سداد ديون مستحقة للبنك الدولي، واستثمار أموال ضخمة في محاولة لإضفاء شرعية إقليمية على الحكومة السورية الجديدة، ودفع الولايات المتحدة إلى قبول هذا التحول بدلاً من معارضته.
وتابع: "الإدارة الأمريكية تسعى الآن لتأطير العلاقة مع سوريا بطريقة تضمن مصالحها، بما في ذلك فتح المجال لضخ استثمارات مشروطة داخل الأراضي السورية، على أن تتم هذه الخطوة في إطار من التعاون المحدود، لا التحالف الصريح".
وفيما يتعلق بأبي محمد الجولاني، أوضح غباشي أنه لا يتوقع توقيعه على اتفاقيات إبراهيم أو الاعتراف بإسرائيل، معتبرًا أن هذا المسار لا يزال يثير جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والدينية في العالم العربي، خاصة بعد أن أصدرت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية فتوى بتحريمه.
وشدد غباشي على أن "الاتفاق الإبراهيمي" لا يُنظر إليه فقط كاتفاق سياسي، بل كأداة لدمج إسرائيل داخل النسيج الإقليمي العربي، وهو ما يثير حساسيات دينية وثقافية تتعلق بفكرة توحيد الأديان في كيان سياسي واحد، وهو أمر مرفوض شعبيًا.
وتطرق إلى التطورات الميدانية، مؤكدًا أن زيارة ترامب للمنطقة تزامنت مع تصعيد غير مسبوق من جانب إسرائيل، حيث استهدفت ولأول مرة المستشفى الأوروبي في غزة، وهو المستشفى الوحيد الذي كان يستقبل الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم لإجراء فحوصات طبية.
واختتم غباشي تحليله بالإشارة إلى أن إسرائيل تعيش حالة من التوتر الداخلي نتيجة ضغوط سياسية من شخصيات متطرفة مثل سموتريتش وبن غفير، والذين يدفعون رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نحو مواقف أكثر تشددًا، في وقت تسعى فيه واشنطن لفرملة آلة الحرب الإسرائيلية والبحث عن صيغة توافقية لتقليل المجازر في غزة.