لقاءات ومناقشات نقدية ضمن أنشطة نوادي الأدب بأسيوط


شهد فرع ثقافة أسيوط عددا من الفعاليات الفنية والأدبية بعدد من مواقعه الثقافية، في إطار برامج وزارة الثقافة، وأنشطة الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان.
تضمن برنامج الفعاليات المنفذة بإشراف الكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة، لقاء عقد ببيت ثقافة منفلوط، لمناقشة كتاب "قراءة جديدة في رواية أولاد حارتنا" للناقد د. يحيى القفاص، وذلك ضمن برنامج نادي أدب منفلوط برئاسة الشاعر محمد أبو شناب، وبمشاركة الكاتب د. سعيد حامد، أستاذ البلاغة والنقد بكلية الآداب جامعة أسيوط، والشاعر والناقد جابر الزهيري، وبحضور الشاعر بهاء توفيق مدير البيت.
استهل الشاعر محمد أبو شناب اللقاء بالترحيب بالحضور، مستعرضا أبرز أنشطة النادي خلال الفترة الماضية، ومؤكدا أهمية التفاعل مع الفعاليات الأدبية التي يقدمها نادي الأدب لكونها رافدا مهما في بناء الوعي ودعم الإبداع المحلي.
وفي مداخلته، تناول د. سعيد حامد رؤية القفاص النقدية لرواية "أولاد حارتنا" بوصفها أحد أبرز أعمال الأديب العالمي نجيب محفوظ، موضحا أنها رواية أثارت جدلا واسعا منذ صدورها، نظرا لما تحمله من دلالات رمزية وأبعاد فلسفية.
وأكد أن الرواية تتجاوز التصنيفات السطحية لتطرح أسئلة جوهرية حول الإنسان العربي، موقعه في التاريخ، قدرته على التغيير، وعلاقته بالمعرفة والسلطة والإيمان، مشددا على أن "أولاد حارتنا" تمثل علامة فارقة في الأدب العربي الحديث.
من جهته، قدم الشاعر والناقد جابر الزهيري قراءة تحليلية حول مرجعية الرمز ودلالة المنظور في معالجة القفاص للنص، متناولا اختلاف وجهات النظر النقدية وفقا لتنوع المرجعيات الفكرية، لافتا إلى براعة القفاص في تسليط الضوء على جوانب مهملة في الرواية.
كما طرح الزهيري تساؤلات حول الأسئلة الفلسفية والإنسانية التي يثيرها محفوظ في روايته دون تقديم إجابات جاهزة، ما يجعل النص مفتوحا أمام القارئ لإعادة التأمل والتفكير.
واختتم اللقاء بمداخلات ثرية من الأدباء والمبدعين، ومنهم الدكتور محمد عبد الوهاب الشوربجي، والشاعر رمضان زيدان، والشاعر محمد عادل، والشاعر محمود زناتي، والمخرج عصام رمضان، والكاتب أحمد حسان.
وفي سياق متصل، وضمن الفعاليات التي تنفذ من خلال الإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة الشاعر د. مسعود شومان، بالتعاون مع إقليم وسط الصعيد الثقافي بإدارة جمال عبد الناصر، وفرع ثقافة أسيوط بإدارة خالد خليل، شهد قصر ثقافة الغنايم أمسية شعرية للاحتفاء بديوان "دلع القوافي لابن عبد الشافي" للشاعر خالد عبد الشافي، ضمن برنامج الإبداع لنادي الأدب بصدفا والغنايم، برئاسة الأديب أنور فتحي.
وقدم الشاعر ياسر النجدي نبذة تعريفية عن أعمال الشاعر خالد عبد الشافي، مستعرضا ملامح الديوان من حيث الأسلوب والموسيقى الشعرية، وهو إصدار عن دار مداد العلياء للطباعة والنشر لعام 2025.
ناقش الديوان الشاعر سامي عبد الرحمن، عبر دراسة نقدية تناول فيها جماليات القصائد، مشيرا إلى الجمع بين الفصحى والعامية في بعض النصوص، إضافة إلى تحليل الوزن والموسيقى التي تنوعت بين أربعة بحور شعرية هي: الكامل، المتدارك، الوافر، والرمل. كما تناول الشكل والإخراج الفني للديوان، وتوقف عند قصائد مثل "الشلولو"، "التسويقة"، "النشفان"، "عوافي"، و"التيشيرت البرتقالي".
وأكد الأديب أنور فتحي رئيس النادي أن قصائد الديوان تمثل انعكاسا صادقا لمواقف حياتية حقيقية، موضحا ذلك من خلال قصيدة "التسويقة"، وغيرها من النصوص التي حملت طابعا وجدانيا وشخصيا.
واختتمت الأمسية الشعرية بقراءات قدمها الشاعر خالد عبد الشافي من مختارات الديوان.