من الإسكندرية إلى التاريخ: تطوير دير أبو مينا يخرج الأثر من قائمة الخطر


تعد محافظة الإسكندرية واحدة من أبرز الوجهات السياحية والثقافية في مصر، حيث تجمع بين سحر البحر الأبيض المتوسط وآثارها التاريخية العميقة، من بين معالمها الأثرية التي تحمل عبق التاريخ المسيحي، يبرز دير أبو مينا الأثري ودير مارمينا كأحد أبرز الوجهات الدينية والسياحية، حيث يمثل دير أبو مينا أحد أقدم وأهم المواقع المسيحية في مصر، إذ يروي قصة حياة القديس أبو مينا، الذي عاش في القرن الرابع الميلادي وذُكر في العديد من المراجع التاريخية، أما دير مارمينا في الإسكندرية، فيُعتبر من أبرز الأديرة التي تحمل التاريخ العريق للكنيسة القبطية، ويجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم بفضل ما يحويه من معالم تاريخية ودينية فريدة.
وعبر السطور التالية نستعرض أهم وأبرز اعمال التطوير والترميم التي قام بها عدد من مؤسسات الدولة المصرية بموقع دير أبو مينا الأثري ودير مارمينا بالإسكندرية.
جولة تفقدية لموقع دير أبو مينا الأثري ودير مارمينا بالإسكندرية
قام شريف فتحي وزير السياحة والآثار بجولة تفقدية بموقع أبو مينا الأثري، ودير مارمينا العجايبي بمنطقة برج العرب بمدينة الإسكندرية، بتشريف واستضافة كريمة من قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ورفقة الفريق أحمد خالد حسن سعيد محافظ الإسكندرية، والدكتورة نوريا سانز مدير مكتب اليونسكو الإقليمي بالقاهرة.
زيارة تاريخية بحضور رفيع المستوى
شهدت الجولة حضور قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الذي استقبل الوفد الرسمي برفقة السيد شريف فتحي، محافظ الإسكندرية الفريق أحمد خالد حسن سعيد، والدكتورة نوريا سانز، مدير مكتب اليونسكو الإقليمي بالقاهرة. كما رافقهم عدد من قيادات وزارة السياحة والآثار، بالإضافة إلى ممثلين عن منظمة اليونسكو.
مشروع خفض منسوب المياه الجوفية: خطوة هامة لحماية الموقع
تضمنت الجولة استعراضًا للمشروعات التي يتم تنفيذها في الموقع، وفي مقدمتها مشروع خفض منسوب المياه الجوفية باستخدام طلمبات سحب المياه وخطوط الطرد، والذي بلغت تكلفته 60 مليون جنيه. يهدف هذا المشروع إلى حماية الموقع الأثري من تأثيرات المياه الجوفية، ما يساعد في الحفاظ على العناصر المعمارية للدير، تم الانتهاء من هذا المشروع عام 2022، مما يسهم بشكل كبير في رفع تصنيف دير أبو مينا من قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر.
ترميم وتطوير الخدمات بالموقع
كما تم عرض الأعمال التي تمت في ترميم العناصر المعمارية للدير، بالإضافة إلى تطوير الخدمات في الموقع بهدف تحسين تجربة الزوار، حيث أشاد شريف فتحي بالجهود المبذولة من قبل وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ومنظمة اليونسكو.
دير أبو مينا.. مقصد سياحي وديني مميز
ايماناً بأهمبة المقصد السياحي الديني يؤكد قداسة البابا تواضروس الثاني أهمية دير أبو مينا كأحد أبرز المقاصد السياحية والدينية في مصر، مشيرًا إلى أن الاهتمام الحكومي بهذا الموقع التاريخي والديني يعكس حرص الدولة على الحفاظ على تراثها الحضاري والروحي.
الترويج السياحي والتسويق الرقمي للموقع
في إطار تعزيز الجهود الترويجية، أكد وزير السياحة والآثار على ضرورة توظيف التكنولوجيا الحديثة، وخاصة تقنيات الذكاء الاصطناعي، لزيادة التفاعل مع الزوار المحليين والدوليين. كما شدد على أهمية إعداد برامج تدريبية للمرشدين السياحيين لضمان تقديم تجربة معرفية متميزة للزوار.
استمرار جهود الحفاظ على التراث المصري
واستمرار لجهود المصرية للحفاظ على التراث وجه وزير السياحة والآثار الشكر لقداسة البابا تواضروس الثاني ولجميع القائمين على دير أبو مينا، مشيرًا إلى أن هذا الموقع ليس مجرد معلم ديني، بل هو رمز للتراث الإنساني المشترك، مؤكدًا أن الوزارة ستواصل جهودها لإحياء هذا الموقع ووضعه في المكانة التي يستحقها، بما يتوافق مع قيمته التاريخية والدينية.
الحفاظ على المواقع التاريخية في مصر
تظل جهود الحفاظ على المواقع التاريخية في مصر، مثل دير أبو مينا ودير مارمينا، مثالًا حيًا على التعاون بين الدولة المصرية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والجهود المشتركة بين مختلف الجهات المعنية لضمان صون التراث الثقافي والديني للأجيال القادمة.