البطل خالد محمد شوقي.. قصة تضحية أنقذت مئات الأرواح في العاشر من رمضان


صرحت النيابة العامة في مدينة العاشر من رمضان، اليوم الأحد، بدفن جثمان السائق خالد محمد شوقي عبد العال، الذي وافته المنية متأثرًا بإصاباته وحروقه البالغة. وقد ضحى خالد بحياته في سبيل إنقاذ مئات الأرواح، عندما حاول إبعاد سيارته المحملة بالوقود المشتعلة عن محطة تموين السيارات، لتفادي وقوع كارثة كبرى.
تفاصيل الحادث المأساوي
تعود تفاصيل الواقعة إلى تلقي الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الشرقية بلاغًا باندلاع النيران في سيارة محملة بالبنزين داخل محطة وقود في المجاورة 70 بدائرة قسم شرطة ثان العاشر من رمضان. اشتعلت النيران في خزان وقود السيارة (التانك) أثناء تفريغ حمولتها.
على الفور، تم الدفع بـ 4 سيارات إطفاء لمحاولة السيطرة على الحريق، و 5 سيارات إسعاف لنقل المصابين. أسفر الحادث عن إصابة كل من: مصطفى محمود (25 عامًا)، وشقيقه إسلام (30 عامًا)، وكريم حمادة (43 عامًا)، بالإضافة إلى قائد السيارة البطل خالد محمد شوقي، الذين أصيبوا بحروق في مختلف أنحاء الجسد. نُقل جميع المصابين إلى مستشفى العاشر من رمضان الجامعي لتلقي الإسعافات اللازمة.
ولكن بعد نحو أسبوع من الحادث، فارق خالد محمد شوقي الحياة متأثرًا بإصابته البالغة، لينهي قصة بطولة وتضحية جسدها في أروع صورها.
وزارة البترول تنعي البطل وتثمن تضحيته
من جانبها، نعت وزارة البترول والثروة المعدنية وجميع العاملين بقطاع البترول ببالغ الحزن والأسى، البطل خالد محمد شوقي. وأشادت الوزارة بتضحيته النادرة، مؤكدة أنه "ضرب أروع أمثلة البطولة والتضحية والإيثار والحرص على حياة الآخرين، مقدمًا روحه الطاهرة فداءً لسلامة زملائه والمواطنين المتواجدين بموقع الحادث".
وأكدت الوزارة أن شجاعة خالد محمد شوقي وإخلاصه الفائق في تحريك مركبته المشتعلة لإبعادها عن موقع الخطر، حال دون وقوع تفاقم للحريق وامتداده إلى محطة البنزين، مما كان له بالغ الأثر في الحفاظ على الأرواح والحيلولة دون وقوع المزيد من الضحايا.
وتقدمت وزارة البترول والثروة المعدنية بخالص التعازي وأسمى معاني الاحترام والتقدير لأسرة الفقيد، مؤكدة أن تضحيته ستظل "علامة مضيئة في سجل الشرف لرجال قطاع البترول المصري، ومصدر فخر واعتزاز لأهله وزملائه من بعده"، سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أسرته الكريمة وذويه وزملاءه الصبر والسلوان.
تم إنهاء إجراءات خروج الجثمان من المستشفى، تمهيدًا لدفنه في مقابر أسرته بقرية مبارك التابعة لمركز بني عبيد في محافظة الدقهلية.