اختفاء غامض في ألمانيا.. كيف بدأت حكاية المصرية إيمان محمد حسن؟

العثور على الجثة بعد 7 أشهر.. طفل وكلب بوليسي يكشفان السر
اتهامات تطال الزوج وشقيقه.. والتحقيقات تكشف مفاجآت
غضب شعبي وصمت ألماني.. تساؤلات حول مصير العدالة لإيمان

من الغياب إلى الفاجعة.. قصة إيمان تثير الرأي العام

في مشهد يملأه الغموض والوجع، تحوّلت قصة السيدة المصرية إيمان محمد حسن من مجرد اختفاء عابر إلى واحدة من أكثر القضايا الإنسانية تعقيدًا. إيمان، المقيمة في ميونخ الألمانية، اختفت بشكل مفاجئ في نوفمبر 2024، لتُعثر على جثتها مدفونة بعد سبعة أشهر كاملة، وتتكشف تفاصيل صادمة عن مصيرها.

▪️ الغياب المفاجئ.. بداية القصة

إيمان، أم لثلاثة أطفال من بينهم رضيع، كانت تقيم مع زوجها المصري في ألمانيا.
في 11 نوفمبر 2024، خرجت من شقتها ولم تعُد. منذ ذلك اليوم، انقطعت كل وسائل التواصل معها. لا مكالمات، لا رسائل، ولا حتى ظهور على مواقع التواصل.
عائلتها في مصر حاولت التواصل مع زوجها دون جدوى، ولم يجدوا إجابات من أي جهة رسمية، ما زاد من مخاوفهم وشكوكهم.

▪️ القلق يتصاعد.. والإعلام يدخل على الخط

بعد مرور أكثر من شهرين من اختفائها، بدأت منصات إلكترونية مصرية تبرز القصة وتطالب بتحقيق رسمي.
في فبراير 2025، تصاعدت المطالب بتدخل السفارة المصرية في برلين، وسط تقارير تتحدث عن خلافات أسرية ومؤشرات على وجود عنف منزلي سابق، بحسب شهادات من أصدقاء مقربين.

▪️ نهاية مأساوية.. العثور على الجثة في غابة

يوم الأحد 15 يونيو 2025، عُثر على جثة إيمان محمد حسن مدفونة في غابة قريبة من مدينة تان، جنوب بافاريا.
الجثة وُجدت على بُعد أقل من 5 كيلومترات من منزلها، بعد أن ضل طفل ألماني طريقه أثناء اللعب، وعُثر على دراجته بجوار موقع دفنها.
كلب بوليسي تابع لفرق البحث توقف عند بقعة مشبوهة وبدأ في الحفر، ليتم الكشف عن الجثمان.
التحليلات الجنائية أثبتت أن الجثة تعود لإيمان.

▪️ الاشتباه في الزوج وشقيقه.. توقيف وتحقيقات مستمرة

وفقًا لما نشرته صديقتها المقيمة في ميونخ، فقد ألقت الشرطة القبض على زوج إيمان، وهو المتهم الرئيسي، وأشارت التحقيقات الأولية إلى تورط شقيقه أيضًا في الجريمة.
بحسب ما ورد، اعترف الزوج بتفاصيل الجريمة، بينما وُضع الأطفال الثلاثة تحت رعاية السلطات المختصة الألمانية.

▪️ صمت رسمي.. ومطالبات بتحقيق شفاف

الغريب أن القضية لم تلقَ الاهتمام المتوقع من الإعلام الألماني، ولم تُصدر الشرطة أو الجهات القضائية بيانات موسعة بشأن تفاصيل الجريمة.
هذا الصمت دفع عددًا من النشطاء والحقوقيين إلى المطالبة بتدويل القضية وإثارة الرأي العام الأوروبي، باعتبارها قضية تمسّ حقوق النساء في بيئة الاغتراب.

▪️ تحركات من الجالية المصرية وعائلة الضحية

رئيس الجالية المصرية في ميونخ أكد محاولاتهم المستمرة لفهم ملابسات ما حدث، بينما نشرت شقيقة إيمان في مصر مناشدات عبر مواقع التواصل تطالب بتدخل السفارة المصرية وتوضيح موقفها من القضية.

المطالب لم تقتصر على تفسير الغياب، بل امتدت إلى المطالبة بتحقيق العدالة ومحاسبة الجناة.

▪️ قضية عنف منزلي أم جريمة أكبر؟

رغم غياب بلاغات رسمية عن تعرض إيمان للعنف، فإن الروايات التي تحدّثت عن أزمات متكررة في بيت الزوجية تُرجّح أن خلفية اختفائها كانت ناتجة عن ظروف قهرية.
وتُطرح الآن تساؤلات مهمة حول حماية النساء المغتربات، خاصة في حالات العنف الأسري، وحجم الدور الذي يجب أن تلعبه المؤسسات الرسمية، سواء الألمانية أو المصرية.