الأمم المتحدة: قطاع المساعدات الإنسانية يتعرض لتحديات تمويلية وشرعية


أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، "توم فليتشر"، أن قطاع المساعدات الإنسانية في العالم يتعرض لتحديات تمويلية وشرعية، منذ أن وُضع ذلك النظام القائم على القواعد.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، أكد "فليتشر"، في الجلسة الافتتاحية للجزء المتعلق بالشؤون الإنسانية بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي، في جنيف، "أن موضوع هذه الجلسة - تجديد التضامن العالمي من أجل الإنسانية - بات أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى".
وأضاف: "في الوقت الحالي، هذه ليست مجرد كلمات على جدول أعمال، فقطاعنا يعاني من نقص التمويل، وإرهاق شديد، ويتعرض للهجوم فعليا. لذا، فهذه أيضا دعوة للعمل للحد من المعاناة، وإنقاذ الأرواح، وحشد جهود حقيقية وعملية".
ونبه وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية إلى أنه "في هذه اللحظة، حيث بلغت الاحتياجات ذروتها، يتراجع التمويل أيضا". وأضاف: "لمجرد أننا نطلب أموالا أقل لإنقاذ أرواح أقل مما نريد، فهذا لا يعني أن هؤلاء الآخرين قد اختفوا بطريقة ما، أو أنهم لم يعودوا موجودين، فأكثر من 300 مليون منهم بحاجة إلى حمايتنا ومساعدتنا".
وأشار وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية إلى إعادة الضبط والإصلاح قائلًا: "لن نكتفي بإصلاح النموذج القديم، بل سنضع نموذجًا جديدًا ميثاق إنساني جريء مع من نخدمهم أكثر محلية، وأكثر مرونة، وأكثر مراعاة للبيئة لأن هؤلاء الناس، على خطوط المواجهة في الأزمات، يعرفون احتياجاتهم أكثر من أي شخص آخر".
وشدد "فليتشر"، على أن اجتماع اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات حمل التزامًا بأن النساء والفتيات لن تتم حمايتهن خلال إعادة ضبط العمل الإنساني فحسب، وإنما سيوضعن أيضا في قيادة وصميم تلك العملية.
بدوره، أكد رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي السفير "بوب راي"، الحاجة الملحة للتحول. وشدد على "أننا نمر بلحظة عصيبة للغاية"، مشيرًا إلى التحديات العالمية المستمرة المتمثلة في الفقر والصراعات والنزوح وأزمات المناخ.
كما شدد "راي" على الحاجة إلى آليات تمويل جديدة تُمكّن الدول النامية من النجاة من دوامة الديون المتفاقمة التي تعيشها، وأضاف: "نحتاج إلى شراكات جديدة بين الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص، ونحتاج إلى أساليب جديدة لتقاسم الأعباء تُمكّن من تحقيق القدرة والمسؤولية".
وأشار"راي" إلى أهمية عدم الفصل بين الدعم الإنساني والتنموي داعيًا إلى كسر تلك الصوامع، ولنزيل تلك الأساليب التي نستبعد بها ما يفعله الآخرون، ولنربطها ببعضها ونجعلها أكثر فعالية، وأكد أن إدراك التغيير ليس سهلا، لأنه يعني التخلي عن أشياء قيمة، وناشد العالم توفير السبيل الأمثل لخدمة البشرية.