«ركبوا السيارة وهتفوا باسمي».. جوزيه يكشف جنون جماهير الأهلي

فتح المدير الفني البرتغالي مانويل جوزيه قلبه للحديث عن فترته التاريخية مع النادي الأهلي، موضحًا أنه لم يتوقع ما حققه من إنجازات في القاهرة، خاصة بعد بدايته المتعثرة، ومشيرًا إلى أنه فوجئ بمستوى الفريق عند قدومه.

وقال جوزيه: "حين شاهدت الأهلي للمرة الأولى، شعرت بالصدمة. لم يكن اللاعبون يتحركون دون كرة، غابت عنهم الروح والاحترافية، حتى أنني شعرت بالنعاس أثناء المباراة. قلت لوكيلي حينها: لقد أوقعتني في ورطة".

وتابع: "في الدور الأول خسرنا من الزمالك بهدفين لهدف، وبدأت الجماهير تطالب برحيلي، كانت تصرخ: جوزيه ارجع بيتك. لكن في الدور الثاني، فزنا بنتيجة 6-1، ولا تزال الجماهير ترسل لي صور تلك الليلة حتى اليوم، كانت ليلة لا تُنسى".

وعن الشعبية التي حظي بها في مصر، قال: "لم يكن باستطاعتي السير في الشارع. الناس كانوا يتزاحمون حولي لالتقاط الصور. زوجتي كانت تمزح دائمًا وتقول: التقط الصورة سريعًا قبل أن يتسبب أحدهم في حادث مروري".

وروى جوزيه أحد المواقف الطريفة التي تعرض لها، قائلاً: "كنت بحاجة إلى نظارة جديدة، فاصطحبني صديق مصري إلى عيادة ممتازة، لكن موقف السيارات كان يبعد نحو 300 متر. قلت له مازحًا: هل سنتحمل هذه المسافة؟ لا أستطيع السير حتى خمسين مترًا. ومع ذلك، اضطررت للمشي، وطلبت منه ألا يتوقف حتى لو صدمه أحد وسط الزحام".

وأضاف ساخرًا: "أرصفة القاهرة ضيقة للغاية، ولو أتيحت الفرصة للسائقين، لركنوا سياراتهم فوق أسطح البنايات".

وتحدث عن موقف آخر أكثر تعقيدًا أثناء زيارته لمحل نظارات، موضحًا: "بمجرد معرفتهم بوجودي، بدأ عدد قليل من الأشخاص بالتجمع، ثم تحوّل المكان إلى مظاهرة صغيرة، بالغناء والطبول والهتافات. تطلب الأمر تدخل الشرطة، وأُرسل ثمانية ضباط لمرافقتي. في النهاية، قال لي صاحب المحل: لا تأتِ مجددًا، سنرسل النظارات إلى الفندق".

وتابع: "عند مغادرتي، صعد الناس فوق السيارة، واستغرقت رحلة العودة ساعة ونصف، بدلًا من عشرين دقيقة. حتى التاكسي لم يكن حلًا، لأن السائقين يطلبون صورة ثم يخبرون الجميع أن جوزيه معهم".

ورغم كل ذلك، أكد جوزيه أنه تلقى عروضًا من الزمالك، لكنه رفضها: "الزمالك حاول التعاقد معي ثلاث مرات، لكنني رفضت تمامًا. قلت لهم: هل أنتم جادون؟ إن دربت الزمالك، فلن أستطيع الخروج من منزلي، سيكون ذلك خيانة لا تُغتفر في نظر جماهير الأهلي".

وعن نمط حياته خلال إقامته في القاهرة، كشف: "عشت ثماني سنوات كاملة في جناح بفندق ماريوت، الذي كان مملوكًا حينها لدونالد ترامب، وكان الأهلي يتولى دفع جميع التكاليف باستثناء الطعام".

وتحدث عن أسباب رحيله الأول من الأهلي، قائلاً: "كان هناك مسؤول يتدخل في عملي، وقلت للإدارة بوضوح: إما أن يُقال أو سأرحل. لم يتخذوا قرارًا، فغادرت. لكن بعد ضغط جماهيري كبير، عدت مرة أخرى، ونجحنا في تحقيق 21 لقبًا خلال ثماني سنوات".

وختم تصريحاته مؤكدًا على انضباطه الشديد في التعامل مع اللاعبين والجهاز المعاون، قائلًا: "كنت دائمًا أبلغ المترجمين: أي تلاعب في نقل كلامي، سواء لصالح الإدارة أو اللاعبين، يعني نهاية عملك فورًا".