بيان عاجل من ممثل إيران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن رد بلاده على الضربات الأمريكية والإسرائيلية


أكّد ممثل إيران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رضا نجفي، خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة اليوم، أنّ الاعتداءات التي شنّها الكيان الصهيوني والولايات المتحدة على المنشآت النووية الإيرانية دفعت طهران إلى قناعة بأنّ استمرار التعاون الواسع لم يعد يصبّ في مصلحة البلاد الوطنية.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأنه عُقد الاجتماع الطارئ لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم الاثنين (22 يونيو 2025)، بطلب من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لبحث الاعتداءات الأمريكية والصهيونية على منشآتها النووية السلمية.
وخلال الاجتماع، قال رضا نجفي، سفير وممثل إيران الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في فيينا، إنّ الاعتداء الذي نفذته الولايات المتحدة — بصفتها دولة طرفًا في معاهدة عدم الانتشار النووي (NPT) — على منشآت نووية خاضعة للرقابة الدولية في "فوردو" و"نطنز" و"أصفهان"، جرى في وقت كان مفتشو الوكالة موجودين فيها باستمرار، وكانت جميع أنشطتها تحت الإشراف والتحقق من قبل الوكالة.
وجاء في بيان الوفد الإيراني: «رئيس الولايات المتحدة أعلن صراحة مسؤوليته عن الهجوم على المنشآت النووية الخاضعة للضمانات، وادّعى أنهم دمروا قدرات التخصيب الإيرانية. وبغضّ النظر عن مدى صحة هذا الادعاء، فإنّه من المخزي أن تتفاخر دولة طرف في معاهدة NPT بانتهاكها الصارخ لأحكام المعاهدة، وبعمل عدواني غير قانوني. إنها مفاخرة على التوحش والعدوان!»
وأشار ممثل إيران إلى مزاعم الجانب الأمريكي بشأن سيادة القانون والقانون الدولي، متسائلًا:
«هل لا يزال أحد يجرؤ على الحديث عن نظام دولي قائم على القانون بعد كل هذا؟ لقد تخلّت الولايات المتحدة عن كل الأعراف القانونية، وفرضت قانون الغاب.»
وأضاف البيان الإيراني أن «الاعتداءات الأمريكية والصهيونية على المنشآت النووية الخاضعة لضمانات الوكالة دفعت إيران إلى قناعة راسخة بأنّ استمرار التعاون الواسع في الظروف الراهنة، لم يعد يخدم المصلحة الوطنية أو السيادة أو الأمن القومي.»
وأكد نجفي أن هذا الهجوم الأخير شكّل «ضربة أساسية لا يمكن إصلاحها لنظام عدم الانتشار النووي العالمي، وأثبت بوضوح فشل إطار عمل معاهدة NPT في تحقيق أهدافه الأساسية، وعلى رأسها منع الاعتداء على المنشآت النووية الخاضعة للرقابة.»
وأشار البيان كذلك إلى أن هذه الهجمات «أثّرت مباشرة على قدرة الوكالة في إجراء عمليات التفتيش الروتينية، ما وضع تنفيذ اتفاقية الضمانات الشاملة في مواجهة تحديات خطيرة. كما عرّض أمن المواد النووية، بما فيها اليورانيوم المخصب، لمخاطر شديدة، وبالتالي لم يعد استمرار معرفة الوكالة بشأنها مضموناً.»
وأضاف البيان: «الهجمات الأمريكية والإسرائيلية قد تخلّف عواقب بيئية مدمّرة، وتنطوي على مخاطر كبيرة من التلوث الإشعاعي والكيميائي والراديولوجي، لا لإيران فحسب، بل للمنطقة بأكملها.»
وختم نجفي بتأكيد أن «مسؤولية هذه العواقب الوخيمة لا تقع فقط على عاتق الولايات المتحدة والكيان الصهيوني كتحالف معتدٍ، بل تقع أيضاً على الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس محافظيها إن تقاعسوا عن أداء مهامهم واتخاذ إجراءات حازمة ومبدئية، من ضمنها الإدانة الصريحة والواضحة لهذه الاعتداءات غير القانونية.»
وفي نهاية البيان، جرى التأكيد على الحق الطبيعي لإيران في الدفاع المشروع، مع التشديد على أن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وفقًا لميثاق الأمم المتحدة ومعاهدة NPT، ستدافع بكل ما أوتيت من قوة عن شعبها العظيم وسيادتها ومصالحها الوطنية العليا.»