بعد ثورة 30 يونيو.. مصر تحقق نهضة شاملة في منظومة السكك الحديدية بـ 225 مليار


في إطار ثمار ثورة 30 يونيو التي أعادت للدولة المصرية هيبتها ومكانتها، وانطلقت منها شرارة التنمية الشاملة، شهدت منظومة السكك الحديدية المصرية خلال الـ11 سنة الأخيرة نقلة نوعية غير مسبوقة، وذلك بفضل رؤية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، لبناء الجمهورية الجديدة، وتوجيهاته المستمرة بتطوير قطاع النقل باعتباره شريان التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وقامت وزارة النقل، بتنفيذ خطة شاملة لتحديث عناصر منظومة السكك الحديدية بتكلفة بلغت 225 مليار جنيه، شملت تحديث البنية التحتية، والوحدات المتحركة، ونظم الإشارات، والورش الإنتاجية، وتنمية العنصر البشري.
رؤية متكاملة للتنمية المستدامة
استهدفت خطة التطوير تحويل السكك الحديدية من مجرد وسيلة نقل إلى عنصر فاعل في دعم التنمية المستدامة، من خلال رفع طاقة نقل الركاب من 700 ألف راكب يوميًا في 2014 إلى مليون راكب في 2024 و2 مليون راكب يوميًا في 2030، فضلًا عن رفع طاقة نقل البضائع من 4.5 مليون طن إلى 20 مليون طن سنويًا بحلول 2030، بما يسهم في تقليل الاعتماد على الشاحنات والحد من الانبعاثات الكربونية.
أولاً: تطوير الوحدات المتحركة
تم توريد 210 جرارًا جديدًا من شركة GE الأمريكية، إلى جانب إعادة تأهيل 99 جرارًا من أصل 220، وتوريد 6 قطارات تالجو فاخرة دخلت الخدمة بالكامل، وتوريد 1037 عربة ركاب من عقد الـ1350 عربة مع شركة "جانزمافاج" المجرية. كما تم الانتهاء من إعادة تأهيل 1404 عربة "تحيا مصر"، وتوريد 609 عربة بضائع من مصنع سيماف، مع إعادة تأهيل 5000 عربة من إجمالي 9000.
ويُجرى حاليًا توريد 7 قطارات نوم جديدة فاخرة من شركة تالجو الإسبانية، إلى جانب رفع كفاءة أسطول عربات النوم الحالية (121 عربة).
ثانيًا: تطوير البنية الأساسية
تم الانتهاء من تطوير 312 محطة من أصل 708، منها 114 محطة ضمن المرحلة الأولى من مبادرة "حياة كريمة". وفي إنجاز نوعي، تم إنشاء محطة "صعيد مصر" في بشتيل، لتخفيف الضغط على محطة رمسيس.
كما تم إنشاء خطوط جديدة لأول مرة منذ 30 عامًا، أبرزها خط كفر داود، السادات بطول 38 كم، وتطوير خط الفردان، بئر العبد بطول 100 كم، وإنشاء وصلة لميناء شرق بورسعيد بطول 44 كم، وجاري إنشاء خطوط هامة مثل:
- الروبيكي – العاشر من رمضان – بلبيس (63.5 كم)
- المناشي – 6 أكتوبر (68 كم)
- ازدواج بشتيل – الاتحاد (90 كم)
- خط المنصورة – دمياط (65 كم)
- خط جرجوب – السلوم (28 كم)
كما تم تجديد السكة بطول 1485 كم، وتوريد 47 ماكينة سكة، وجاري رفع العدد إلى 91 ماكينة بإجمالي عقود توريد جديدة.
ثالثًا: تحديث نظم الإشارات
تم تطوير نظم الإشارات والتحكم على خطوط رئيسية بإجمالي 2000 كم لتحويلها من النظام الميكانيكي إلى الإلكتروني، مما ساهم في زيادة السلامة وتقليل زمن الرحلات، ومن أبرز الخطوط:
- القاهرة – الإسكندرية (208 كم)
- القاهرة – أسوان (875 كم)
- بنها – بورسعيد (214 كم)
رابعًا: تطوير الورش الإنتاجية
تم التخطيط لتطوير 33 ورشة رئيسية بالتعاون مع شركات عالمية مثل جنرال إليكتريك وتالجو، كما تم إنشاء 10 ورش جديدة من أصل 11 ورشة مستهدفة، لرفع الطاقة الإنتاجية وجودة أعمال الصيانة.
خامسًا: تنمية العنصر البشري
استكمالًا لمنظومة التطوير، أولت وزارة النقل اهتمامًا غير مسبوق بتنمية العنصر البشري، من خلال تدريب 550 مهندسًا بالأكاديمية العسكرية، وتدريب 3350 فنيًا وتكنولوجيًا، وتحويل مدرسة وردان إلى المعهد العالي لتكنولوجيا النقل، وتخريج 400 فني فوق متوسط و115 تكنولوجي يعملون حاليًا بالهيئة.
تطوير المزلقانات والدفع الإلكتروني
تم الانتهاء من تطوير شامل لـ839 مزلقان من أصل 1120، كما تم تركيب بوابات إلكترونية للدخول والخروج بعدد 5 محطات رئيسية (القاهرة، الجيزة، سيدي جابر، مصر بالإسكندرية، دمنهور)، وتم تنفيذ أنظمة الحجز والدفع الإلكتروني.
ثورة 30 يونيو.. نقطة الانطلاق نحو سكك حديدية حديثة
جاءت هذه الطفرة التاريخية نتيجة مباشرة للقرارات الجريئة التي أعقبت ثورة 30 يونيو، والتي أطلقت إرادة الدولة نحو استعادة البنية التحتية المنهارة، وجعلت من تطوير السكك الحديدية أولوية وطنية لخدمة المواطنين وتحقيق التنمية. فبفضل هذه الثورة، تحولت السكك الحديدية من قطاع يعاني إلى منظومة حديثة تضاهي النظم العالمية، في تجربة مصرية رائدة عنوانها "الإرادة والتحدي".