جدل حول فيديو منسوب لـ«حسم».. خبراء: رسائل دعائية لا تعني عودة فعلية للتنظيم


أثار مقطع فيديو نُشر مؤخرًا على منصات التواصل الاجتماعي، قيل إنه منسوب لما تُعرف بـ«حركة حسم» – المصنفة كتنظيم إرهابي من قبل السلطات المصرية – حالة من الجدل والتساؤلات حول ما إذا كانت الحركة تسعى للعودة إلى الواجهة مجددًا بعد سنوات من الغياب.
ويُظهر الفيديو، الذي لم تُحدد الجهة التي بثته أو توقيت تصويره بدقة، عددًا من العناصر الملثمة وهم يجرون تدريبات عسكرية مستخدمين الذخيرة الحية، إلى جانب بيان مكتوب يتحدث عن ما وصفه بـ«عودة المقاومة» واستمرار ما تسميه الحركة بـ«النضال ضد النظام المصري».
التنظيم
أعلنت حركة «حسم» عن نفسها عام 2016، ونسبت إليها الأجهزة الأمنية في مصر عددًا من العمليات الإرهابية، من بينها محاولة اغتيال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، في أغسطس 2016، ومحاولة استهداف المستشار زكريا عبد العزيز، النائب العام المساعد، في سبتمبر من العام نفسه. وفي 2018، أدرجتها الولايات المتحدة الأمريكية على قائمة المنظمات الإرهابية.
تقييمات الخبراء: تباين في التحليل
ماهر فرغلي، الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة، رأى أن الفيديو حديث، ويُظهر رسائل تهديد واضحة تستهدف الدولة المصرية، وقد تكون محاولة للضغط من أجل الإفراج عن بعض المحكومين، أو التمهيد لمصالحة سياسية. وأشار فرغلي إلى أن التصوير ربما جرى في دولة إقليمية، وأن التوقيت يحمل دلالة سياسية نظرًا لما تمر به المنطقة من تغيرات.
في المقابل، يرى أحمد بان، الباحث في شؤون الإسلام السياسي، أن الفيديو قديم ولا يعكس وجودًا حقيقيًا على الأرض، موضحًا أن المشاهد تعود لفترات سابقة وأن التنظيم تعرض لضربات أمنية أضعفته بشكل كبير. وأضاف بان أن أجهزة الأمن المصرية تمكنت منذ سنوات من رصد وتفكيك معظم الخلايا المرتبطة بالحركة.
أما مختار نوح، القيادي السابق في جماعة الإخوان، فاعتبر أن الفيديو مجرد «رسالة رمزية» تقف وراءها جهات خارجية، منها دول تُتهم بدعم التنظيم إعلاميًا واستخباراتيًا. وقال إن جماعة الإخوان لم تعد قادرة على الفعل السياسي أو الأمني، بل باتت أداة لنقل رسائل سياسية لصالح أطراف خارجية.
وفي السياق نفسه، ذكر أحمد سلطان، المتخصص في شؤون الإسلام السياسي، أن الفيديو لا يمثل تهديدًا أمنيًا فعليًا، وإنما يأتي في إطار ما وصفه بـ«المناورة النفسية والإعلامية»، ويهدف إلى تذكير الداعمين الخارجيين بوجود التنظيم، رغم تفكك شبكاته وهيكله منذ سنوات.
لا بيان رسمي حتى الآن
حتى لحظة إعداد التقرير، لم تصدر وزارة الداخلية أو أي جهة أمنية مصرية بيانًا رسميًا يؤكد صحة الفيديو أو يشير إلى عودة نشاط حركة «حسم» داخل البلاد. وهو ما يدعو إلى التعامل مع المحتوى المتداول بكثير من الحذر والتمحيص المهني.
يأتي ظهور هذا الفيديو في وقت تشهد فيه المنطقة تقلبات سياسية حادة، ما يفتح الباب أمام محاولات جماعات متطرفة لاستغلال هذه الظروف لإعادة التموضع أو استعراض الوجود إعلاميًا، دون أن يعني ذلك بالضرورة وجود خطر ميداني وشيك.