إصدار علمي يوثق معاصر السمسم الفلسطينية: ذاكرة تراثية في مواجهة الاندثار


في إنجاز علمي غير مسبوق على مستوى العالم العربي، أصدرت الدكتورة سارة محمد فارس الشماس كتابًا جديدًا يحمل عنوان "معاصر السمسم بين الماضي والحاضر"، عن دار ببلومانيا للنشر، لتقدم من خلاله أول دراسة أكاديمية شاملة توثق صناعة السمسم التقليدية في فلسطين والمنطقة العربية. ويأتي هذا الإصدار ليسلط الضوء على إرث ظل بعيدًا عن الاهتمام الأكاديمي رغم ما يمثله من قيمة اقتصادية وثقافية واجتماعية.
يتناول الكتاب صناعة السمسم بدءًا من زراعته، مرورًا بمراحل العصر التقليدية، وصولًا إلى مكانته في المجتمع الفلسطيني، متتبعًا جذور هذه الحرفة التاريخية، ومستعرضًا التحولات التي طالتها في ظل التغيرات السياسية والاجتماعية.
وينقسم الكتاب إلى قسمين أساسيين: يعنى القسم الأول بالجوانب الزراعية والبيئية والثقافية المرتبطة بنبات السمسم، بينما يركّز القسم الثاني على معاصر السمسم التقليدية في فلسطين، موثقًا مراحل العمل بها، وأبرز معاصرها التاريخية التي تشهد على صمود الشعب الفلسطيني وتمسكه بتراثه رغم كل التحديات.
ويكتسب هذا العمل أهمية خاصة بوصفه توثيقًا علميًا دقيقًا لصناعة مهددة بالزوال، وسعيًا للحفاظ على ذاكرة وطنية جماعية ترتبط بجذور الهوية الفلسطينية. كما يسعى إلى تعزيز وعي الأجيال الجديدة بهذا الموروث، ويدعو إلى إحيائه باعتباره جزءًا من معركة البقاء وتعزيز الاقتصاد المحلي.
نال الكتاب جائزة أفضل عمل علمي عن الحضارة الإسلامية لعام 2024 من اتحاد الأثريين العرب، تكريمًا لتميزه في الجمع بين البحث الأكاديمي والتوثيق الثقافي. ويقدّم العمل أيضًا رؤية علمية لإحياء هذه الصناعة التقليدية ودعم الاقتصاد الفلسطيني في مواجهة التحديات.
يُذكر أن الدكتورة سارة محمد فارس الشماس، الحاصلة على دكتوراه فلسفة مناهج الدراسات الاجتماعية وأساليب تدريسها، تشغل منصب مديرة متاحف الجنوب في وزارة السياحة والآثار الفلسطينية، ولها باع طويل في مجالات البحث والتراث والهوية الوطنية.