الملتقى التوظيفي السنوي بكلية الهندسة 2025.. منصة استراتيجية لربط طلاب جامعة قناة السويس بسوق العمل


برعاية الدكتور ناصر مندور رئيس جامعة قناة السويس، نظمت كلية الهندسة فعاليات الملتقى التوظيفي السنوي 2025، تحت إشراف عام من الدكتورة دينا أبو المعاطي نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وإشراف الدكتور محمد سعد زغلول نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث والمشرف على الكلية، وتنظيم الدكتورة عبير عبد المنعم الشهاوي وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة.
انطلقت الفعاليات بمشاركة أقسام الهندسة المدنية، والميكانيكية، والكهرباء، على أن تُستكمل فعاليات قسم العمارة والتخطيط العمراني الثلاثاء المقبل. وقد ضم البرنامج العام للملتقى تفاعلات مباشرة بين الطلاب وممثلي الشركات المشاركة، بالإضافة إلى جلسة ختامية شهدت استعراضًا لمخرجات الملتقى وتوصياته المستقبلية.
شهد الملتقى مشاركة متميزة لعدد من أبرز الكيانات الصناعية، التي قدمت فرصًا فعلية للتدريب والتوظيف، وعكست التفاعل الحقيقي بين الخريجين وسوق العمل. تألقت مشاريع الطلاب من أقسام الهندسة المختلفة بعروض متميزة تعكس مستوى عالٍ من الابتكار والاستعداد المهني، وحظيت هذه العروض باهتمام وإشادة كبيرة من ممثلي الشركات الزائرة.
في قسم الهندسة المدنية، برئاسة الأستاذة الدكتورة عزة مبارك، تضمنت المشاريع تصميم منشآت معدنية خفيفة الوزن ومنخفضة التكلفة، وتحسين خواص التربة باستخدام إضافات وتجميد التربة بكلوريد الكالسيوم، بالإضافة إلى مشروع في مجال الطرق يقيّم استخدام الجير كبديل صديق للبيئة للأسمنت في تثبيت طبقة الأساس بتقنية FDR.
أما قسم الهندسة الميكانيكية، برئاسة الأستاذ الدكتور أحمد صلاح، فقد برزت فيه مشاريع متنوعة في مجالات الطاقة والتصميم البيئي، مثل مشروع الطباخ الشمسي، وتدقيق استهلاك الطاقة بمبنى الكلية، وتصميم أنظمة التكييف والغازات الطبية لمستشفى جراحة الأطفال، وإنتاج الهيدروجين الأخضر من الحماة باستخدام الطاقة المتجددة، إلى جانب مشاريع في الذكاء الاصطناعي، كإدارة المخلفات وتحويل الزيت الحيوي إلى وقود نفاث، واستخدام تقنية BIM في تصميم الأنظمة الميكانيكية لمستشفيات حديثة.
وفي قسم هندسة الإنتاج، أبدع الطلاب في تنفيذ مشاريع ذات طابع تطبيقي مبتكر، مثل نظام النقل الهوائي للمنتجات الزجاجية، وفرز النفايات بالاعتماد على الرؤية الحاسوبية، وتصميم عربة أطفال كهربائية، وتطوير أدوات رياضية باستخدام الشحنات الكهروستاتيكية، ومشاريع لتوليد الكهرباء من المطبات الصناعية، وتنظيف ألواح الطاقة الشمسية، وتصميم أجهزة طبية متقدمة.
أما قسم الهندسة الكهربية، برئاسة الأستاذ الدكتور إياد عودة، والذي يضم شعب القوى الكهربية، والاتصالات، والحاسبات، فقد شهد عرضًا متميزًا لمشاريع تمثل مزيجًا من الابتكار والتحول الرقمي وتكامل الأنظمة، مع تركيز على الاستدامة والذكاء الاصطناعي. شملت المشاريع تصميم أنظمة توزيع كهربائي ذكية تدمج الطاقة الشمسية والتحكم الآلي، وتنفيذ أنظمة كهربائية متكاملة لمستشفيات ذكية، وتحليل بيئي لمياه البحار باستخدام تقنيات ذكية لرصد المؤشرات البيئية وقياس مستوى التلوث.
كما قدم الطلاب مشاريع متقدمة في الإلكترونيات عالية السرعة، شملت تصميم دوائر PLL بأنظمة SERDES PHYs بتقنية 14 نانومتر FinFET، وتطوير وحدات معالجة مساعدة لشبكات CNN على معمارية RISC-V المفتوحة المصدر. ومن أبرز المشاريع: EYENOVA، برنامج تتبع العين بالذكاء الاصطناعي للتحكم في الأجهزة، وEcoZone، نظام مراقبة ذكي للزراعة المائية، وCloudy Drive، مستقبل القيادة الذاتية، وAF GUARD، جهاز قابل للارتداء لمراقبة الاجهاد الذهني، وتصميم وتنفيذ وحدة تحكم PCIe 5.0 بواجهة AXI.
كما برزت مشاريع شعبة الحاسبات في: تصميم النظارات الذكية للواقع المعزز، مشروع البنك الذكي، الجيل القادم من أنظمة القيادة الذاتية، قفاز ترجمة لغة الإشارة، الصوبة الزراعية الذكية، ذراع روبوتية لمساعدة المرضى، نظام ما بعد الحوادث، نظام إدارة برامج الدراسات العليا، ونظام مراقبة ومساعدة السائق الذكي.
شهدت الفعاليات حضور ومشاركة ممثلين عن شركات كبرى في مجالات الطاقة والبنية التحتية، من بينهم المهندسة غادة البنا رئيس قطاع شبكات شمال الإسماعيلية بشركة القناة لتوزيع الكهرباء، والمهندسة عزة بدر رئيس قطاع التحكم بالشركة ذاتها، والمهندسة مروة فوزي عبد الوهاب حسن المدني رئيس الجهاز التنفيذي لمشروعات مياه الشرب والصرف الصحي بمحافظة الإسماعيلية، إلى جانب شركات رائدة مثل ELC Energy For Industries وMERECO ELECTRIC.
وأسفرت فعاليات الملتقى عن تفاعل ملموس من الشركات، تمثل في إجراء مقابلات شخصية مباشرة داخل الكلية، وإبداء نية واضحة لتوظيف الخريجين. كما حظيت المشاريع الطلابية بإشادة واسعة لما عكسته من كفاءة تقنية وابتكار علمي.
وفي ختام الفعاليات، أوصت الكلية بأهمية الاستمرار في تنظيم هذا الملتقى سنويًا، وتوسيع مجالات التعاون مع القطاع الصناعي لدعم التدريب العملي والتوظيف المبكر وتنمية روح ريادة الأعمال لدى الطلاب. وقد مثل الملتقى في نسخته لعام 2025 منصة استراتيجية حقيقية لدمج الدراسة الأكاديمية بالواقع العملي، وجسرًا فعالًا يربط بين كلية الهندسة وسوق العمل.