البنك الدولي يشيد بإصلاحات إفريقية رغم التحديات ونقص البنية يعيق التنمية
أشاد البنك الدولي بجملة من التطورات الإيجابية التي حققتها دول إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى خلال العام الماضي، رغم التحديات الكبيرة التي لا تزال تعاني منها المنطقة، وعلى رأسها الفقر، وضعف البنية التحتية، وتصاعد النزاعات.
جاء ذلك في التقرير السنوي للبنك الدولي لتقييم جودة الإصلاحات السياسية والمؤسساتية، والذي نُشر عبر موقعه الإلكتروني، حيث نوّه التقرير إلى تحسن ملحوظ في الانضباط المالي لدى عدد من دول المنطقة، من خلال خفض أجور القطاع العام وتقليص دعم الوقود، إلى جانب خطوات مهمة في تنفيذ اتفاقيات تسهيل التجارة، والتحول الرقمي، وتنظيم القطاع المالي.
كما سلط التقرير الضوء على جهود إيجابية في تمكين الفتيات المراهقات من خلال إصلاحات قانونية وسياسية، بالإضافة إلى التقدم في تعزيز أنظمة الحماية الاجتماعية في بعض البلدان.
ورغم هذه الخطوات الإيجابية، حذّر التقرير من وجود فجوات هيكلية كبيرة في قطاعات الخدمات العامة، مشيرًا إلى أن خدمات البنية التحتية، لا سيما الصرف الصحي، لا تزال متخلفة، مما يؤثر سلبًا على النشاط الاقتصادي وجودة الحياة. كما أوضح أن ضعف جودة التعليم وتدهور الخدمات الصحية يعرقل تنمية رأس المال البشري، ويؤثر مباشرة على فرص المواطنين في سوق العمل.
وأشار التقرير كذلك إلى تحديات أمنية متصاعدة، حيث تضاعف عدد ضحايا النزاعات في المنطقة ثلاث مرات تقريبًا بين عامي 2014 و2024، في ظل محدودية قدرة الحكومات على ضمان الحد الأدنى من الأمن والخدمات الإدارية الضرورية لدعم بيئة أعمال مزدهرة، وعلى رأسها إجراءات تأسيس الشركات والخدمات المالية.
وفي تعليقه على النتائج، قال كاتب التقرير نيكولاس وولي إن "بعض البلدان قطعت خطوات جديرة بالإشادة في مجال الانضباط المالي والتحول الرقمي، لكن استمرار ضعف الشفافية وقصور القدرة التنفيذية لا يزالان يقوضان الجهود الرامية لتحسين جودة الخدمات الأساسية".
وشدد على أن النمو الاقتصادي وحده لا يكفي لتجاوز التحديات البنيوية التي تواجه المنطقة، مؤكداً على ضرورة تعزيز قدرة الحكومات على تلبية احتياجات المواطنين من أجل بناء مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا.
