الأعلى للثقافة يستضيف أدب الخيال العلمي للأطفال


تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وبإشراف الدكتور أشرف العزازي، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، استضاف المجلس المؤتمر العربي الثاني لأدب الطفل بعنوان "أدب الخيال العلمي للأطفال"، وينظمه نادي القصة برئاسة الكاتب محمد السيد عيد.
وقد أعرب الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة الدكتور أشرف العزازي عن سعادة المجلس، باعتباره بيت المثقفين المصريين والعرب، أن يستضيف أعمال المؤتمر، مؤكدًا أن اللجنة المنظمة للمؤتمر قد وُفِّقت في اختيار هذا العنوان المهم، الذي يلفت النظر بشدة إلى ضرورة اهتمام كتاب أدب الطفل في وطننا العربي بهذا المجال العلمي المحفز على إطلاق العنان للخيال، وإعمال العقل، وتحريك الوجدان، لنرى في المستقبل القريب أجيالًا تطلق العنان للخيال، وتحمل شعلة العلم، والفكر، والأدب، والثقافة، آملين تغيير مستقبلهم ومستقبل وطننا الحبيب الغالي إلى الأفضل دائمًا.
مؤكدًا أن هذا المؤتمر قد جاء ليؤكد في دورته الثانية أن وزارة الثقافة المصرية بقيادة معالي وزير الثقافة، الأستاذ الدكتور أحمد هنو، تعمل على تضافر الجهود بين قطاعات وزارة الثقافة باعتبارها القطاع الحكومي، وبين الجمعيات الأهلية العاملة في المجال الثقافي، وعلى رأسها نادي القصة العريق، الذي كان لنا معه في العام الماضي تجربة ناجحة، حيث أقيمت الدورة التأسيسية الأولى من هذا المؤتمر في قاعات هذا المجلس.
وقال الشاعر عبده الزراع، أمين عام المؤتمر، إن هذا المؤتمر يأتي كأحد أبرز المؤتمرات المتخصصة في هذا المجال في السنوات الأخيرة، وهو المؤتمر العربي الثاني، وتكمن أهميته في تناوله لموضوع بالغ الحيوية، وهو الخيال العلمي للأطفال، ذلك اللون الأدبي الذي يعاني من ندرة شديدة نظرًا لما يتطلبه من موهبة ومعلومات علمية تساعده على الإبداع، فالخيال العلمي يحلق في الخيال، وربما يتنبَّأ الكاتب باختراع يحدث نقلة فارقة، فكثير من الاختراعات الحديثة كانت محض خيال في رواية، ثم صارت حقيقة بفضل جهود كبيرة لعلماء، مثل رواية جون كيري عن الغواصات.
موضحًا أهمية التفريق بين ثلاثة مفاهيم؛ الخيال العلمي وينطلق من فرضية علمية ويبني عليها عالمًا متكاملًا، والفانتازيا وتخلق عالمًا خياليًّا يقوم على السحر والخيال، مثل حكايات الأخوين جريم، والكتابة العلمية للأطفال وتهدف إلى تبسيط المفاهيم بلغة سهلة جذابة مع مراعاة الفئة العمرية للأطفال، وغالبًا ما تقدم سير العلماء مثل فاروق الباز وأحمد زويل.
موضحًا أن المؤتمر يناقش على مدار يومين 25 بحثًا تم اختيارها لباحثين عرب ومصريين.
وقال رئيس لجنة التحكيم الدكتور حسام الزمبيلي: هذا حدث جلل وفريد، جلل لأننا أمة لها ثقافتها وعراقتها، وفريد لأنه أول مرة يحدث. صحيح أن الاهتمام بالخيال العلمي بدأ في مصر منذ فترة، ولكن كون وجود مؤتمر فهذا هو الفارق، مشيرًا إلى قيمة وتخصص المؤتمر، باعتباره أول مؤتمر يجمع بين أدب الطفل والخيال العلمي في مصر، وربما في العالم العربي، وهو عمل شاق ينفع الناس شارك فيه عدد من الباحثين في مصر والعالم العربي.
وقال رئيس المؤتمر الكاتب المسرحي والناقد محمد عبدالحافظ ناصف إن نادي القصة أقدم مؤسسة ثقافية أهلية في مصر، موضحًا أهمية الأعمال الأدبية العظيمة في تاريخ الأدب، والتي استشرفت قادم الأيام حين تحققت على أرض الواقع وصارت شيئًا لا يستقيم العالم إلا به ومعه، فجميعنا كان يحلم بما حدث في التكنولوجيا، فماذا نجد أفضل من الأدب ليكون رفيقًا لنا؟
وأضاف: ستجدون في هذا المؤتمر ما لذ وطاب عن أدب الخيال العلمي، كما بشر بسلسلة نوعية ستصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة عما قريب عن أدب الخيال العلمي للطفل.
وقال رئيس نادي القصة الكاتب محمد السيد عيد إن هذه الدورة تناولت موضوعًا لا يقل أهمية عن موضوع الدورة الأولى (الطفل والتكنولوجيا)، ذاكرًا أن بعض الناس يظنون أن العلم والخيال متضادان، ولكن آن الأوان كي نصحِّح المفاهيم، فالعلم لا يكتمل إلا بالخيال، هل كان نيوتن ليصل إلى قانون الجاذبية لولا خياله الذي ربط بين وقوع البرتقالة وتلك الطاقة التي تشدها إلى أسفل، هل كان أرشميدس ليفكر في قانون الطفو إلا حين سرح بخياله فيما جعل الأشياء تطفو على السطح!
نتذكر أعمالًا لا تحصى تبدأ بألف ليلة وليلة حتى الآن، أدب الخيال العلمي ينمي خيال الأطفال ويحببهم في العلم، لذا ينبغي الاهتمام به، لذا حرصنا على أن نعقد هذا المؤتمر رغم الظروف الصعبة التي مر بها نادي القصة خلال الأعوام القليلة الماضية، موجهًا الشكر لرئاسة الجمهورية لما بذلته من جهود، وكذلك وزارة الثقافة لتقديم مكان ليكون مقرًّا للنادي.
وأضاف: لقد افتتحنا فرعًا لنادي القصة في الإسكندرية، كما أن هناك فرعًا آخر تحت التأسيس في السويس، ونحلم بالمزيد وبفروع لا في المحافظات فقط، بل في الدول العربية، ونحلم أن تكون لنا مسابقات؛ صحيح أننا نمر بأزمة مالية خانقة لكن أحلامنا لا تتوقف وخيالنا ليس له حدود.
وتم على هامش المؤتمر تكريم كل من: اسم صاحب الدورة (الكاتب الراحل نهاد شريف) وتسلمت ابنته درع التكريم وشهادة التقدير، وتم تكريم رئيس المؤتمر (الكاتب المسرحي محمد عبد الحافظ ناصف) لما قدمه من جهود أثناء رئاسته لمركز ثقافة الطفل، وكذلك تكريم دور النشر الوطنية الداعمة: دار نهضة مصر، وتسلم درع التكريم وشهادة التقدير الكاتب والناقد محمد السيد عبدالتواب ممثلًا عن الدار، وبيت الحكمة، وتسلم درع التكريم وشهادة التقدير مدير الدار عمرو مغيث، كما تم تكريم دار الظبي (الإمارات)، وتسلم عن الدار درع التكريم وشهادة التقدير الشاعر عبده الزراع. كما تم تكريم رئيس لجنة التحكيم الدكتور حسام الزمبيلي، وتكريم أعضاء لجنة التحكيم الدكتور طارق مهران، والدكتور خالد جودة، والدكتور أحمد يسري فهيد، كما تم تكريم الدكتورة إلهام سيف الدولة حمدان بأكاديمية الفنون، وتكريم الكاتب أحمد قرني الأمين العام المساعد للمؤتمر، وكذلك كرَّم المؤتمر الدكتور أشرف العزازي على جهوده الحثيثة في استضافة المؤتمر، وأخيرًا تكريم الدكتور محمد جمال الدين المنسق الإعلامي للمؤتمر.
وتستمر جلسات المؤتمر على مدى يومين، وتنتهي بجلسة توصيات في ختام اليوم الثاني، وسنفرد لها خبرًا مستقلًّا بعد انتهاء فعاليات المؤتمر.