دعوات للتحقيق في تعيينات ”الكيميائيين” بمياه سوهاج.. واتهامات بالمحسوبية تُشعل الغضب


سادت حالة من الغضب والاستياء بين المتقدمين لمسابقة تعيين الكيميائيين بشركة مياه الشرب والصرف الصحي بمحافظة سوهاج، عقب إعلان النتائج النهائية، وسط اتهامات صريحة بغياب العدالة وتفشي الوساطة والمحسوبية في اختيار المقبولين، على حساب أصحاب الكفاءة والمؤهلات العالية.
ووجه عدد من المتقدمين للمسابقة شكاوى متكررة عبر منصات التواصل الاجتماعي، ورسائل إلى الجهات الرقابية، اتهموا فيها الشركة بالتلاعب في معايير التقييم، مشيرين إلى استبعاد متقدمين حاصلين على تقديرات "امتياز" و"جيد جدًا مع مرتبة الشرف"، فضلًا عن مؤهلات عليا مثل الدبلومات والدكتوراه، رغم اجتيازهم كافة مراحل التقييم التحريري والشفهي بتفوق، في مقابل قبول مرشحين بتقديرات أدنى ودرجات أقل.
علامات استفهام حول المعايير
عدد من المتضررين أكدوا اجتيازهم الاختبارات التحريرية بدرجات مرتفعة، وأدوا أداءً متميزًا خلال المقابلات الشخصية، بشهادة من حضروا لجان التقييم، إلا أنهم فوجئوا باستبعادهم دون إبداء أسباب واضحة، أو إعلان للنتائج التفصيلية التي توضح ترتيب المتقدمين أو درجاتهم.
وقال أحد المتقدمين: "أنا حاصل على تقدير جيد جدًا مع مرتبة الشرف، ودبلومة في التحاليل الكيميائية، واجتزت الاختبارات والمقابلة بتفوق، ومع ذلك لم أُقبل، بينما تم تعيين آخرين أقل مني في التقدير ودرجات الامتحانات".
كما كتب مواطن آخر منشورًا على "فيسبوك"، قال فيه: "أختي حاصلة على بكالوريوس علوم بتقدير امتياز، ومعاها دكتوراه، واجتازت كل مراحل المسابقة بنجاح، من الامتحانات التحريرية إلى المقابلة النهائية، ومع ذلك تم استبعادها دون سبب، بينما تم قبول مرشحين أقل منها في التقدير والخبرة".
غياب الشفافية يعمّق الأزمة
النتائج المعلنة خلت من أي تفاصيل عن الدرجات أو معايير المفاضلة، ما فتح الباب أمام التكهنات والتشكيك في نزاهة الإجراءات، خاصة أن الشركة لم تصدر بيانًا رسميًا حتى لحظة إعداد هذا التقرير، للرد على هذه الاتهامات أو توضيح آلية الاختيار.
وفي الوقت الذي تؤكد فيه الدولة أهمية الشفافية والنزاهة في التوظيف الحكومي، يرى المتضررون أن ما حدث يمثل انتكاسة واضحة لمبدأ تكافؤ الفرص، ويبعث برسائل محبطة إلى الشباب المؤهل والطامح للحصول على فرصة عادلة في سوق العمل الرسمي.
دعوات للتحقيق وتجمع أمام النيابة الإدارية
في تطور لافت، دعا عدد من المتضررين إلى التجمع أمام النيابة الإدارية لتقديم شكاوى رسمية ضد إدارة شركة مياه سوهاج، احتجاجًا على ما وصفوه بـ"الظلم والتلاعب" الذي شاب إجراءات المسابقة. وأكدوا عبر منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي عزمهم التصعيد القانوني، والمطالبة بفتح تحقيق نزيه يعيد الحق لأصحابه.
مطالبات بتدخل الجهات الرقابية
ناشد المتقدمون كلًا من الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، ووزير الإسكان والمرافق الدكتور عاصم الجزار، التدخل العاجل لوقف ما وصفوه بـ"المهزلة"، وإعادة فحص نتائج المسابقة من خلال جهة رقابية محايدة، مع الإعلان بشفافية عن الدرجات والتقديرات وترتيب الناجحين.
كما طالبوا بفتح تحقيق عاجل من قبل الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، والجهاز المركزي للمحاسبات، وهيئة الرقابة الإدارية، للتأكد من مدى التزام شركة مياه سوهاج بقواعد التعيين المنصوص عليها في قانون الخدمة المدنية، ومعايير الكفاءة والموضوعية، ومحاسبة المسؤولين حال ثبوت أي تجاوزات.