«الفتاة التي سمعت صوت السكوت».. قصة تُنصت للقلب وتُعلم لغة الإحساس


أصدرت دار "القاهرة اليوم للنشر والتوزيع والإعلام" مؤخرًا كتابًا جديدًا للأطفال بعنوان «الفتاة التي سمعت صوت السكوت»، من تأليف الكاتب المصري محمد سعيد درويش.
القصة تُعد خطوة مميزة في أدب الطفل، إذ تقدم موضوع الإعاقة السمعية والبصرية بروح إنسانية مؤثرة، بعيدًا عن الأساليب الوعظية التقليدية، وبقالب قصصي يلامس وجدان الصغار.
تحكي القصة عن الطفلة رنانة، التي تبدأ عطلتها الأسبوعية بأنشطة بسيطة كتمشيط دميتها والخروج مع والدتها، حتى تصادف لحظة في متجر بقالة تجعلها تتساءل بعمق:
كيف يفهم الناس لغة يدي أمها التي لا تتكلم؟
هذا التساؤل يفتح أمام "رنانة" أبواب رحلة داخلية غنية، تسعى خلالها لإيصال صوت والدتها إلى العالم، لا من خلال الكلام، بل من خلال الإحساس، والنية، والقلب.
الكتاب يُمثل انطلاقة ضمن مشروع قصصي للكاتب يحمل اسم "جسور"، ويهدف إلى بناء وعي الأطفال تجاه قضايا أصحاب الهمم، من خلال قصص تنسج التوعية الدرامية بلغة بسيطة ومؤثرة.
من أبرز العبارات التي علقت في أذهان القراء:
"أنا أيضًا يا معلمتي أسمع صوت أمي بقلبي وأحس بها؛ لأنها لا تتكلم."
"سيفهم الجميع لغة اليد عندما تتكلم أمك بها."
لاقى الكتاب إشادة واسعة، واعتبره القراء عملًا إنسانيًا ناعمًا، استطاع أن يُعبّر عن قضية عميقة بلغة يفهمها الأطفال، دون تلقين مباشر.
تمت ترجمة القصة إلى اللغة الإنجليزية، ومن المقرر نشرها قريبًا عبر منصة StoryJumper الأمريكية.
وتُزين صفحاته رسومات الفنانة السودانية وجدان سليمان، التي أضفت للعمل لمسة بصرية دافئة ومعبّرة.
ويستعد الكتاب للمشاركة في معرض الساقية للكتاب، ضمن خطة توزيعه في معارض وفعاليات متخصصة بأدب الطفل.
يُذكر أن محمد سعيد درويش له أعمال سابقة، منها:
- قصة الأطفال "آخر سبع دقائق للوحش"
- ديوان شعري بعنوان "طائر في عنقي"
هذا الكتاب لا يكتفي بسرد قصة، بل يُعلّم الصغار كيف يُنصتون للقلوب، ويمنح لغة الإشارة صوتًا حقيقيًا يُسمع بالمشاعر.