عمرو الورداني: النجاح الحقيقي ليس في اللذة المؤقتة بل في السعي


أكد الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الإنسان ينبغي أن يسأل نفسه: هل يسعى للنجاح من أجل إثبات الذات أمام الناس، أم من أجل عين الله التي تراه في كل لحظة؟ موضحًا أن الله سبحانه وتعالى يقول: "إني لا أضيع أجر المحسنين"، في رسالة واضحة بأن من يُحسن ويتقن عمله فإن الله لا يتركه، بل يمده بمدده ونوره، مستشهدًا بقوله تعالى: "وقولوا اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون".
وأشار الدكتور الورداني، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء، إلى أن النجاح ليس هو الشعور بالنشوة المؤقتة، وإنما هو السكينة التي تحل في قلب الإنسان حين يشعر بأنه يسير في طريق الحق. وأضاف: "حين ينفتح للإنسان باب من الحكمة والنور، يفهم المعنى الحقيقي للنجاح، وهو أن يعيش في سلام داخلي وسكينة دائمة".
ووجه الورداني رسالة هامة للأهالي، قائلاً: "نجاح ابنك الحقيقي يبدأ حين تتحرر أنت أيضًا من محاولة صناعته كنسخة منك، كثير من الناس يربطون النجاح بلذة المال أو الشهرة أو تحقيق ما فشلوا في تحقيقه في أنفسهم، من خلال أولادهم".
وأضاف أن هذا الفهم الخاطئ للنجاح يُشعر الإنسان مع الوقت بالتعب والتيه، ويجعله يتساءل في حيرة: "لماذا لا أشعر بالسعادة؟"، موضحًا أن اللذة المرتبطة بالنجاح لذة مؤقتة تزول سريعًا وتترك فراغًا أكبر.
وشدد الدكتور عمرو الورداني على أن النجاح الحقيقي هو ما يستمر، وهو الحقيقة والمعنى، قائلاً: "النجاح هو أن تستمر في السير في حضرة مولاك، وأن تجعل تجارتك إلى الله ورسوله. فالنجاح مدد، نفس، نور، وبركة".
وقال إن السعادة الحقيقية لا تعني الفرح الدائم، بل السكينة والطمأنينة والنور الداخلي الذي يشعر الإنسان معه بأن الله معه، وأنه سبحانه لا يضيع أجر من أحسن عمله.
https://youtu.be/EJTfI5JqYY0?si=1Kr1C-iP5Sw81-jQ