حقيقة الحلف بالنبي شرك بالله.. علي جمعة يحسم الجدل


تثار من وقت لآخر تساؤلات دينية حول مشروعية الحلف بغير الله، وعلى رأسها الحلف بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهي مسألة شغلت أذهان الكثيرين، خاصة مع انتشار بعض الأقوال التي تصف هذا الفعل بالشرك.
أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، أن الأئمة الأربعة اتفقوا على أن الحلف بغير الله مكروه وليس محرمًا، مستندًا إلى حديث النبي ﷺ: "فمن كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت"، والذي رواه مسلم.
وأوضح جمعة أن الحديث الشائع: "من حلف بغير الله فقد أشرك" ضعيف ولا يصح من ناحية السند، مشيرًا إلى أن النبي ﷺ نفسه قال ذات مرة: "أفلح وأبيه إن صدق"، ما يُشير إلى أن الحلف بغير الله ليس شركًا في ذاته.
كما لفت إلى أن الله عز وجل قد أقسم في القرآن الكريم ببعض المخلوقات، مثل قوله تعالى: "والضحى، والليل، والفجر، والشمس"، مما يدل على أن القسم بهذه الأشياء ليس من باب الشرك وإنما لغرض التشريف أو لفت الانتباه.
وأضاف أنه من المستحب الابتعاد عن الحلف بغير الله – كالحلف بالنبي أو بالمصحف أو بالكعبة – من باب الأدب مع الله، ولكن لا يُعد ذلك شركًا.
وفي السياق نفسه، شدد الدكتور مجدي عاشور، المستشار السابق لمفتي الجمهورية، على أن الحلف بالنبي لا يُخرج المسلم من دائرة الإسلام، موضحًا أن الأصل في المسلم هو الإسلام، ولا يجوز لأحد أن يتهم غيره بالشرك بسبب مسألة فرعية كهذه.
وانتقد عاشور الفكر المتطرف الذي ينقل المسائل الخلافية إلى دائرة العقيدة، معتبرًا أن المتشددين يتعجلون في إصدار أحكام بالكفر على الناس دون علم أو فقه. كما أوضح أن الله سبحانه وتعالى حين أقسم ببعض المخلوقات في كتابه لم يكن ذلك تعظيمًا لها كما يفعل البشر، بل لتوجيه الانتباه إلى معاني معينة، بينما البشر لا ينبغي أن يعظموا غير الله بالحلف.