باحث لبناني يحذر من ”قنابل موقوتة”: النازحون السوريون خطر ديموغرافي وأمني
حذّر الكاتب والباحث السياسي اللبناني فادي بودية من ما وصفه بـ"الخطر الديموغرافي والأمني" الذي يشكله تزايد أعداد النازحين السوريين في لبنان، معتبرًا أن استمرار هذا الواقع يُهدد الاستقرار الداخلي ويعيق نهوض البلاد.
وقال بودية، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام لبنانية، إن "عدد النازحين السوريين في لبنان تضاعف، وبات يقارب عدد اللبنانيين، ما يشكل عبئًا كبيرًا على الدولة"، متسائلًا: "هل يمكن للبنان أن ينهض في ظل وجود نحو أربعة ملايين نازح سوري؟ وهل يمكن تجاهل القنابل الموقوتة التي تكشفها القوى الأمنية يوميًا من أسلحة وذخائر بحوزة بعضهم؟".
وأشار إلى أن "الأزمة تفاقمت اليوم مع قدوم أكثر من مليون نازح إضافي هربًا من النظام الجديد في سوريا بقيادة الجولاني، وهم أيضًا لا يرغبون في العودة، تمامًا كما حدث خلال عهد الرئيس السوري بشار الأسد".
واتهم بودية الأمم المتحدة ووكالاتها بـ"عرقلة جهود إعادة النازحين السوريين"، مشيرًا إلى أن "مسؤولي الأمم المتحدة كانوا يضغطون على الدولة اللبنانية لمنع إعادتهم، رغم وجود توافق داخلي سابق – شمل حتى قوى المقاومة – على ضرورة إيجاد حل للملف".
وأضاف: "اليوم لم نعد نسمع مَن يطالب بإعادة النازحين، لأن النظام السوري بات مرضيًا للبعض، وهؤلاء لا يرون في وجود النازحين خطرًا بل فرصة سياسية لاستخدامهم ضد المقاومة في أي حرب مقبلة".
في سياق منفصل، رفض بودية ما يتم تداوله في بعض الأوساط حول فكرة ضم لبنان إلى سوريا، واصفًا إياها بأنها "هرطقة جغرافية وديموغرافية"، وتهدف إلى "تهديد لبنان بمخططات تقسيم جديدة".
ورأى أن هذه الأطروحات مرتبطة بما وصفه بـ"المشروع الأميركي الإسرائيلي في المنطقة"، مؤكدًا أن "لبنان وسوريا كيانان مستقلان، وأي طرح من هذا النوع لا يخدم سوى زرع الفتنة".
