«يسروا ولا تعسروا».. وصايا نبوية تحارب التشدد الديني
قال الشيخ محمد عيد كيلاني، وكيل وزارة الأوقاف سابقًا، إن التشدد والغلو في الدين أمران مرفوضان في الشريعة الإسلامية، لأن جوهر الدين قائم على التيسير لا التعسير، مؤكدًا أن الغلو يعني "تجاوز الحد" وهو ما يتعارض مع مقاصد الإسلام التي جاءت لسعادة الإنسان لا شقائه.
وأضاف كيلاني، خلال لقائه مع أحمد دياب في برنامج صباح البلد المذاع على قناة صدى البلد، أن كثيرًا من مظاهر الغلو ظهرت في أشكال مثل رمي الآخرين بالكفر والنفاق، وهي أمور خطيرة يجب التصدي لها بالنصوص الدينية الواضحة من القرآن الكريم والسنة النبوية.
وأوضح أن الله سبحانه وتعالى قال في محكم آياته: "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر"، وهو دليل قاطع على أن التيسير هو الأصل، مستشهدًا بحديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "يسروا ولا تعسروا، بشروا ولا تنفروا"، مما يدل على أن التوجيه النبوي كان دائمًا نحو التخفيف لا التشديد.
وأشار كيلاني إلى أن النبي لم يُخيّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما، ما لم يكن فيه إثم، مؤكدًا أن فهم النصوص يجب أن يكون بعيدًا عن التعصب والغلو، ضاربًا المثل بقصة اثنين من الصحابة تيمم أحدهما وصلى، بينما أعاد الآخر صلاته بعد أن وجد الماء، فأقرّ النبي الأول وقال له: "أجزأتك صلاتك"، وعلق للثاني بقوله: "بارك الله فيك، لك الأجر مرتين"، ما يوضح مساحة الاختلاف المقبول دون تشدد.
واختتم كيلاني حديثه بالتأكيد على أن الرسول الكريم علّم الصحابة عدم التشديد على أنفسهم في العبادات، مستشهدًا بقصة ثلاثة من الصحابة سألوا زوجات النبي عن عبادته في بيته، فلما علموا أنه ينام ويقوم ويصلي جزءًا من الليل، قال أحدهم: "أما أنا فأصلي الليل كله"، وقال الآخر: "وأنا أصوم الدهر ولا أفطر"، وقال الثالث: "وأنا أعتزل النساء"، فرد عليهم النبي نافيًا التشدد، وقال: "من رغب عن سنتي فليس مني".
