السياحة الشاطئية بمصر على أعتاب نقلة نوعية بقيادة استراتيجية حكومية شاملة


في إطار المساعي المستمرة لتعزيز موقع مصر على خارطة السياحة العالمية، تواصل وزارة السياحة والآثار جهودها لتطوير وتنشيط السياحة الشاطئية، وعلى رأسها الساحل الشمالي، لما يتمتع به من مقومات طبيعية فريدة وموقع استراتيجي على البحر المتوسط.
وتندرج هذه الجهود ضمن خطة استراتيجية متكاملة تهدف إلى تنويع المنتج السياحي، وتحقيق التنمية المستدامة، وزيادة قدرة مصر على جذب شرائح جديدة من السائحين محليًا ودوليًا.
استثمارات ضخمة وبنية تحتية متطورة
تعتمد الوزارة في تنفيذ رؤيتها على تطوير البنية التحتية للمناطق الساحلية، وتشجيع الاستثمارات في قطاع الإقامة والخدمات الفندقية، بما يضمن تحويل الساحل الشمالي إلى وجهة سياحية تنافس أبرز الشواطئ العالمية، حيث تشمل الخطة إنشاء وحدات فندقية جديدة، وتحسين مستوى الخدمات المقدمة في المنشآت السياحية، إلى جانب حملات ترويج دولية مدروسة تبرز جمال الطبيعة المصرية وفرص الترفيه التي تقدمها الوجهات الشاطئية.
بروتوكولات تعاون لتعزيز كفاءة العنصر البشري
شهد شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، مراسم توقيع بروتوكولات تعاون استراتيجية بين غرفة المنشآت الفندقية وشركتين دوليتين رائدتين في مجال التدريب الرقمي على الضيافة والفندقة، بهدف تطوير مهارات العاملين بالقطاع وتحسين جودة الخدمات، وقد تم توقيع بروتوكول التعاون الأول مع مجموعة Sommet Education السويسرية، المتخصصة في تدريب العاملين في الضيافة وفنون الطهي، فيما كان البروتوكول الثاني مع منصة Lobster Ink العالمية، والتي تقدم حلولًا تدريبية رقمية متقدمة وسهلة الوصول لجميع العاملين بالقطاع الفندقي على مستوى الجمهورية.
تدريب رقمي.. واستثمار طويل الأمد في الكوادر البشرية
أكد الوزير خلال كلمته أهمية الاستثمار في العنصر البشري، مشددًا على أن تدريب وتأهيل العاملين يأتي على رأس أولويات الوزارة، كما أعلن عن قرب إطلاق منصة إلكترونية للتدريب (EGTAP.com) تستهدف العاملين في الوزارة والقطاع الخاص، وتقدم برامج تدريبية متخصصة تتماشى مع متطلبات السوق وتعزز من كفاءة الكوادر البشرية، باستخدام أدوات التدريب الرقمي والذكاء الاصطناعي.
رؤية متكاملة من الغرفة لدعم التطوير الفندقي
من جانبه، أشار السيد محمد أيوب، رئيس غرفة المنشآت الفندقية، إلى أن هذه الشراكات الاستراتيجية تمثل نقطة انطلاق جديدة نحو رفع كفاءة العاملين وتطوير مستوى الخدمات الفندقية بمصر، مؤكدًا التزام الغرفة ببناء شراكات مع المؤسسات التعليمية العالمية بهدف الارتقاء بالأداء الفندقي وزيادة قدرة مصر على المنافسة دوليًا.
توسّع في البرامج والشراكات الدولية
وأوضحت غادة شلبي، المدير التنفيذي للغرفة، أن هذه الشراكات تأتي تماشيًا مع خطة الدولة الطموحة لجذب 30 مليون سائح سنويًا، مؤكدة أن التطوير لا يشمل فقط الفنادق الكبرى، بل يستهدف كافة درجات المنشآت الفندقية في جميع المحافظات.
وأضافت أن الغرفة تعمل على تقديم برامج تعليم تبادلي وتدريب عملي بالتعاون مع الجامعات والمعاهد المصرية، بجانب تقديم دورات مع جامعة كورنيل الأمريكية بأسعار مدعومة.
دورات تدريبية لأكثر من 80 ألف عامل بالقطاع
وبحسب السيد وائل أبو السعود، عضو مجلس إدارة الغرفة، ستوفر منصة Lobster Ink أكثر من 250 برنامجًا تدريبيًا متاحًا مجانًا لمدة ثلاث سنوات لنحو 80 ألف من العاملين بالقطاع، بالتعاون مع الوزارة والغرفة، في خطوة تهدف إلى رفع معايير الخدمة وتحقيق استدامة في جودة الأداء.
برامج دراسات عليا بأسعار تفضيلية
أما السيد أدهم جرانه، عضو مجلس الإدارة ومسؤول التدريب بالغرفة، فأوضح أن الشراكة مع Sommet Education تشمل أيضًا مؤسسات تعليمية دولية مثل Glion وLes Roches، حيث سيتاح للعاملين بالقطاع الالتحاق ببرامج دراسات عليا وتنفيذية في مجالات الضيافة والسياحة بأسعار تفضيلية، مع تقديم منحة دراسية كاملة لمرشح مصري متميز.
توسع فندقي كبير في المناطق الساحلية
وإيماناً بأهمية التوسع الفندقي بالمناطق الساحلية يقول عمر السعداوي، الخبير في القطاع السياحي والعقاري، إن الدولة المصرية وضعت استراتيجية شاملة لتطوير القطاع السياحي بالتعاون مع القطاع الخاص وكافة الجهات المعنية، تشمل التوسع في المنشآت السياحية، وزيادة عدد الوحدات الفندقية في المناطق الساحلية من 20 ألف وحدة إلى 50 ألف وحدة.
وأكد أن هذه الخطوات من شأنها أن تضع مصر في موقع تنافسي متقدم إقليميًا وعالميًا، مشيرًا إلى أن التعاون القائم بين الدولة والقطاع الخاص يُبشر بطفرة نوعية غير مسبوقة في قطاع الاستثمار السياحي والعقاري.
نمو ملحوظ في أعداد السائحين رغم التحديات
واختتم وزير السياحة والآثار كلمته بالإشارة إلى تحسن مؤشرات السياحة في مصر، حيث شهد شهر يونيو الماضي نموًا بنسبة 22% مقارنة بنفس الشهر من العام السابق، مؤكدًا أن هذه النتائج الإيجابية تعكس صلابة القطاع وثقة السائحين في المقصد المصري، ما يدعو إلى التفاؤل بمستقبل مشرق للسياحة الشاطئية وسياحة الضيافة في مصر.