خطيب مسجد مصر: إنهاء حياة المسلم محرم شرعا مهما كانت الأسباب


قال خطيب مسجد مصر، إن من مقاصد الشريعة الإسلامية، حفظ النفس وصيانتها من أي ضرر مادي أو معنوي، ولذلك حرمت قتل النفس وكل ما يؤدي إلى قتل النفس وإتلافها ويدخل فيها إنهاء حياة الناس فهو حرام شرعا مهما كانت الأسباب والدوافع.
وأكد خطيب مسجد مصر، خلال خطبة الجمعة اليوم، أن إنهاء حياة المسلم بنفسه هو أمر محرم شرعا ومن ظن أنه بذلك سيرتاح فهو واهم لأنه يدفع بألم صغير إلى ألم كبير، منوها أن التهور في وسائل الطرق والمواصلات حرام فهي تؤدي إلى قتل النفس لأن الله قال ( وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) وقال تعالى (وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).
العقل في القرآن
قال خطيب مسجد مصر بالعاصمة الإدارية الجديدة، إن من أعظم وأجل وأنفع ما ميز به الله الإنسان على سائر مخلوقاته هو نعمة العقل والتفكير، فالعقل مناط التكليف ووسيلة الهداية ومدخل الإيمان.
وأضاف خطيب مسجد مصر بالعاصمة الإدارية الجديدة، في خطبة الجمعة اليوم، أن الله تعالى دعا في كثير من آياته إلى التعقل والتفكر والتدبر والنظر والبحث والاستدلال والاستنباط، فيقول تعالى (قُلِ انظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ) ويقول تعالى (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا).
كما أورد القرآن آيات بدأت بقوله تعالى (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا) وآيات ختمت بالتدبير والتفكير وإعمال العقل، فكل هذه الآيات دعت إلى التأمل والتفكر والتعقل، ليكون فكر الإنسان منضطبا، وإعمال العقل وحينما نتأمل ما صح من سنة النبي نجد كثيرا ما كانت مجالسه فكر وتنشيط وتحفيز للعقل، بإلقاء المسائل التي تدفع العقل إلى التأمل والتعقل.
وأكد أن التفكير السليم هو الذي يهدي صاحبه إلى الفهم الصحيح، ومن هذا سؤال النبي "أتدرون من المفلس" وسأل النبي هذا السؤال ليصحح المفهوم لدينا ولدى الصحابة أن الإفلاس الحقيقي ليس إفلاس المال أو المتاع وإنما الإفلاس الحقيقي هو الإفلاس من الحسنات.
وأشار إلى أن التفكير السليم يعيد الإنسان إلى رشده ويرده عن غيه، فقد أتى شاب إلى النبي وقد قضت شهوته على عقله، فقال: يا رسول الله، ائذن لي بالزنا، فتعامل النبي مع هذا الشاب بلغة الحوار الهادئ والتفكير المتزن، فقال له النبي: أترضاه لأمك أترضاه لأختك أترضاه لعمتك أترضاه لخالتك؟ فسأله النبي هذه الأسئلة حتى يعمل الشاب عقله ويجيب على السؤال بنفسه.
وأوضح أن التفكير السليم يجعل الإنسان مميزا بين الحق والباطل، فهذا سيدنا رسول الله، يسأل أصحابه يوما (إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها، وهي مثل المسلم، فحدثوني ما هي؟ ثم سألوا رسول الله، حدثنا ما هي؟ فقال النبي: هي النخلة، فهنا تشبيه عظيم بين المسلم الحق وبين النخلة، لأن النخلة من أشرف الشجر وأعلاها مرتبة لكثرة خيرها ودوام نفعها وجمال ورقها وطيب ثمرها وتماسك وثبات جزعها وهي مثل المسلم الحق إذا جالسته أو جاورته نفعك.
وتابع: علموا أولادكم أن التفكير المنضبط المتزن هو الذي ينتج خطاب الرحمة ويبني الإنسان ويصنع الحضارات، وأن ديننا الحنيف هو دين فكر ومعرفة ونقد وتحليل، خاصة ونحن في عصر كثرت فيه الفتن والشبهات والدعوات الهدامة الفاسدة والفكر المنحرف الذي لا يواجه إلا بالفكر المعتدل السليم.