ما الدروس المستفادة من ذكرى المولد النبوي؟.. الإفتاء تجيب


تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا مضمونه: ما هي الدروس المستفادة من ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم؟ وكيف نستعين بها في حياتنا؟
وأجابت دار الإفتاء عن السؤال قائلة: إن الدروس المستفادة من ذكرى مولد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم أكثر من أن تحصى أو تُعدَّ، وحسبنا منها ما يعيننا على تحمل مشاق الحياة وقسوتها؛ ذلك هو الصبر الذي ردده ربنا سبحانه وتعالى على مسامع نبيه صلى الله عليه وآله وسلم في كثير من آيات القرآن الكريم، وجعله من أخلاقه صلى الله عليه وآله وسلم؛ فما أكثر ما قال له ربه عز وجل: ﴿وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللهِ﴾ [النحل: 127]، ﴿فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا﴾ [المعارج: 5]، ﴿فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ﴾ [الأحقاف: 35].
ونوهت أن الصبر نصف الإيمان، ولذا فإن الصابرين يوفون أجرهم بغير حساب كما أخبر بذلك رب العالمين، ثم هناك لهذه الذكرى العطرة دروس العزة والكرامة والإباء والنجدة والشهامة، وهناك دروس جهاد النفس بالتحلي بما يدعو إليه من الأخلاق والآداب فتحسن بذلك صورة الإسلام والمسلمين ويعلو شأننا في العالمين.
وتابعت: ثم هناك دروس الدفاع عن الحق، ونصرة المظلوم، ويا ليت المسلمين يعرفون هذه الدروس ويعملون بها وتتحد كلمتهم حولها، وبهذا نحقق الاستفادة من دروس ذكرى المولد النبوي الشريف والاحتفاء به في كل مكان بما يناسب الحال والمقام الكبير والكريم.
كيف نحتفل بالمولد النبوي الشريف
أوضح علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، ان احتفالُنا بذكرى مولد النبيِّ المصطفى السيِّد الأجَل ﷺ ينبغي أن يكون بالعمل مع القول، وبالسرور والحضور، بالحسِّ وبالروح.
وتابع: كما ينبغي أن نُحرِّك فينا بقدوم النبي ﷺ للعالمين هذه المعاني التي تجعلنا نبلِّغ عنه ولو آية، كما أمرنا: «بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً».
ونوه بأن هذه المعاني تجعلنا –كما نفرح بمقدمه السعيد– نقف عند حدودٍ حدَّها لنا، ونأتمر بأوامر قد أمرنا بها، وننتهي عن نواهٍ قد نهانا عنها ﷺ. كان ﷺ عظيمًا في الظاهر والباطن، وكان في الخَلق والخُلُق، ويكفي قول ربِّه فيه: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}. وتقول السيدةُ عائشةُ –رضي الله تعالى عنها–: «كان خُلُقُه القرآن».
خلق النبي
وأشار إلى أننا إذا أردنا أن نبحث عن خُلق سيدنا النبي ﷺ فلنقرأ القرآن؛ فقد كان مُؤتمرًا بأوامره، منتهيًا عن نواهيه، متخلِّقًا بأخلاق الله التي أمر بها –سبحانه وتعالى.
وهذا القرآن بين أيدينا، فاجعلوه إمامًا لكم في هذا الشهر الكريم، واجعلوا من هذا الشهر بدايةَ خيرٍ لحياتكم: {وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
افعلوا الخير كله؛ قال رسولُ الله ﷺ: «لا يَحقِرَنَّ أحدُكم شيئًا من المعروف، وإن لم يجدْ فليلقَ أخاه بوجهٍ طَليق. وإذا اشترى لحمًا أو طبخ قِدرًا فليُكثر مرقتَها، وليُغرف لجارِه منها».