أسامة قابيل: هذا الأمر يجعل العبد من المقبولين بين عباد الله


قال الدكتور أسامة قابيل، من علماء الأزهر الشريف، إن التواضع الحقيقي لا يقلل من قيمة الإنسان ولا من مكانته، بل يرفع قدره عند الله وعند الناس. وأوضح أن بعض الأشخاص يدخلون إلى أماكن مختلفة دون مظاهر تكلف أو استعراض، فيتعامل معهم البعض بشكل عادي لعدم معرفتهم بهم، لكن المعيار في النهاية هو النية الخالصة لله.
وأضاف الدكتور أسامة قابيل، خلال حوار مع الإعلامية. إيمان رياض، بحلقة برنامج "من القلب للقلب"، المذاع على قناة "mbcmasr2"، اليوم الاثنين: "الإنسان إذا جدد نيته وقال: اللهم اجعلني في عيني صغيرًا وفي أعين الناس كبيرًا، فإن الله يكتب له القبول في الأرض، وحتى إذا عرف الإنسان بنفسه في موقف ما، فليس هذا من الكبر، وإنما يكون الكبر حين ينسب الفضل إلى نفسه، أما إذا نسب الفضل كله لله كما قال سيدنا يوسف عليه السلام: «أنا يوسف وهذا أخي قد منّ الله علينا»، فهذا هو التواضع الحقيقي".
وأشار قابيل إلى أن رسول الله ﷺ كان النموذج الأسمى للتواضع، إذ عاش بين الناس قريبًا منهم، وقال: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي"، موضحًا أن هذه الـ "أنا" المحمدية ليست كبرًا، بل تعريف وتشريع ورحمة، تعكس أخلاق النبي العظيمة.
وأكد أن الفارق بين الثقة بالنفس والغرور هو أن الثقة الحقيقية مصدرها الغنى بالله وفضله، بينما الغرور نابع من العجب بالنفس، مضيفًا: "الله تعالى لا يطّلع إلا على القلوب، فمن امتلأ قلبه تواضعًا خالصًا لله رفعه الله، وجعل له القبول بين عباده".
https://www.facebook.com/share/v/17E1BnVWZE/