طارق الشناوي يكشف أسباب غياب الأفلام الدينية عن السينما المصرية
في الوقت الذي تعيد فيه القنوات الفضائية عرض الأفلام الدينية القديمة خلال احتفالات المولد النبوي الشريف، يتساءل الجمهور عن أسباب ندرة الإنتاج المعاصر لهذا النوع من الأعمال الفنية.
كشف الناقد السينمائي طارق الشناوي، في تصريحات خاصة، عن السببين الرئيسيين وراء هذه الظاهرة، مشيراً إلى أن:
1. الجانب الديني والموافقات الشرعية: يُعد التحدي الأكبر هو الحصول على موافقة الأزهر الشريف وهيئة كبار العلماء على تجسيد شخصيات دينية تاريخية، مثل الصحابة والأنبياء والخلفاء الراشدين، على الشاشة. وأشار الشناوي إلى مفارقة مهمة، حيث أن بعض الدول الإسلامية، مثل المملكة العربية السعودية، تنتج حالياً أعمالاً درامية تقدم هذه الشخصيات دون وجود مانع ديني، مما يفتح الباب للتساؤل عن إمكانية المراجعة.
2. التحدي المالي والإنتاجي: يتمثل العائق الثاني في التكلفة الباهظة لصناعة أفلام دينية ذات مستوى تقني وفني لائق. فهذه الأعمال تتطلب ميزانيات ضخمة لتصوير المعارك، وإعداد الديكورات، وتأمين الحيوانات مثل الخيل والإبل، مما يجعلها استثماراً محفوفاً بالمخاطر. وأوضح الشناوي أن هناك "غياباً للعقل الإنتاجي المغامر" المستعد لخوض هذه المجازفة المالية في السينما المصرية الحالية.
اختتم الشناوي تحليله بتوجيه دعوة للجهات المعنية، مطالباً إياها بـ"الرحابة والسماحة" لتشجيع إنتاج أعمال فنية دينية عالية الجودة، تليق بتاريخ الإسلام وتراثه، وتلبي شغف الجمهور في المناسبات الدينية، بدلاً من الاعتماد بشكل دائم على الأرشيف السينمائي القديم.
هذه التصريحات تفتح ملفاً هاماً حول مستقبل السينما الدينية في مصر، ومدى قدرتها على تجديد خطابها الفني لمواكبة متطلبات العصر، مع الحفاظ على الثوابت الدينية والأخلاقية.

















