ما حكم أخذ الأجر على تحفيظ القرآن؟.. يسري جبر يجيب


قال الدكتور يسري جبر، أحد علماء الأزهر الشريف، إن حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «أحق ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله عز وجل»، يدل على جواز أخذ الأجر على تعليم القرآن الكريم أو تلاوته، باعتبار أن الأجر هنا ليس على الطاعة نفسها، وإنما هو مقابل الوقت المبذول في التعليم.
وأوضح العالم الأزهري، خلال حلقة برنامج "اعرف نبيك"، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، أن الأحاديث التي نهت عن أخذ الأجر على الطاعات، إنما تنصرف إلى الفرائض التي يجب على كل مسلم تعلمها مثل الفاتحة أو أركان الوضوء، حيث لا يجوز أخذ مقابل عنها لأنها أساس صحة العبادة ولا تستغرق وقتاً طويلاً. أما إذا كان الأمر متعلقاً بحفظ القرآن كاملاً أو دراسة أبواب الفقه والمعاملات، فهنا يجوز أخذ الأجر باعتباره مقابلاً لحبس الوقت وبذل الجهد.
وأشار الدكتور جبر إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم أجاز ذلك لحكمة، وهي تشجيع القائمين على تعليم القرآن وحفظه، حتى يتفرغوا لهذه الرسالة العظيمة ويستغنوا بما يكفيهم عن طلب الرزق بطرق أخرى، مؤكدا أن في هذا أيضاً تكريماً لأهل القرآن الذين يجب أن يكرموا كما يُكرم معلمو العلوم الدنيوية.
كما بيّن أن الإمام أبا حنيفة حين قال بعدم جواز أخذ الأجر على القرآن، لم يقصد المنع المطلق، بل أراد أن يكون الإكرام من الأمة لأهل القرآن بغير اشتراط، حتى لا يُهمل تعليم كتاب الله أو يُهجر حفظه.
وشدد الدكتور جبر على أن حفظ القرآن وتعليمه فرض كفاية على الأمة، فإذا خلا حي أو منطقة من حافظٍ للقرآن أثِم أهل الحي جميعاً، مؤكداً أن إكرام أهل القرآن وتمكينهم من التفرغ للتعليم هو الضمان لبقاء القرآن محفوظاً في الأجيال القادمة.
https://youtu.be/e6GeeN-HkPo?si=RCJBN5SZHxQJyYff