أول رد عاجل من الاحتلال على مقترح ترامب للصفقة في غزة


وافق الاحتلال على مقترح أمريكي تقدم به الرئيس دونالد ترامب لإنهاء عملياتها العدوانية علي قطاع غزة، مقابل صفقة تبادل للأسرى تتضمن إطلاق سراح جميع الإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية.
وبحسب التفاصيل الأولية، ينص المقترح على الإفراج عن 48 أسيرًا إسرائيليًا في اليوم الأول من تنفيذ الاتفاق، مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين، بينهم أصحاب أحكام عالية وقيادات بارزة. كما يتضمن المقترح انسحاب الجيش الإسرائيلي من مدينة غزة ووقف العمليات العسكرية، تمهيدًا لبدء مفاوضات مباشرة بين تل أبيب وحركة حماس برعاية واشنطن.
خسائر إنسانية فادحة
يأتي الإعلان الإسرائيلي في وقت يعيش فيه قطاع غزة واحدة من أصعب مراحله منذ اندلاع الحرب. فقد أكدت وزارة الصحة الفلسطينية أن عدد الشهداء ارتفع خلال الساعات الماضية إلى 25 شخصًا، بينهم ستة كانوا بانتظار المساعدات قرب خان يونس، إضافة إلى عشرات المفقودين تحت الأنقاض.
كما بلغ عدد ضحايا المجاعة وسوء التغذية منذ بداية الحرب 399 شهيدًا، بينهم 140 طفلًا، وسط تحذيرات من انهيار كامل للمنظومة الصحية نتيجة التهجير القسري واستهداف مخازن الأدوية.
رفض شعبي للتهجير
ميدانيًا، يواصل جيش الاحتلال إصدار أوامر جديدة لإخلاء مدينة غزة باتجاه ما يسميه "منطقة إنسانية" في خان يونس، فيما خرجت تظاهرات حاشدة ترفض النزوح والتهجير القسري. وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن نحو 1.2 مليون فلسطيني ثابتون في أرضهم ويرفضون مغادرتها رغم القصف والمجاعة.
حماس تدرس المقترح
على الجانب الآخر، أفادت تقارير إعلامية أن حركة حماس تدرس الرد على المقترح الأمريكي بالتشاور مع الفصائل الفلسطينية.
وأوضحت التقارير أن تسليم "الأحياء والأموات" خلال 48 ساعة، كما ينص الاتفاق، يمثل تحديًا كبيرًا في ظل حجم الدمار والعمليات العسكرية، الأمر الذي يجعل التوصل إلى صيغة تنفيذية أكثر تعقيدًا.
ضغط داخلي في إسرائيل
بدوره، يشهد الداخل الإسرائيلي ضغوطًا متزايدة لإتمام الصفقة، إذ طالبت هيئة عائلات الأسرى بعدم إفشالها "قبل فوات الأوان"، مشيرة إلى أن المجتمع الإسرائيلي لن يتعافى من تبعات الحرب دون استعادة الأسرى. كما كشف استطلاع للرأي أن 47٪ من الإسرائيليين يؤيدون الانسحاب الكامل من قطاع غزة إذا كان ذلك شرطًا لعودة الأسرى.