سوريا .. أمريكا تتعهد بدعم حكومة الشرع


أعلن وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، أن بلاده أطلقت مساراً جديداً يهدف إلى تحقيق المصالحة الوطنية واستعادة الاستقرار في الجنوب السوري، ولا سيما في محافظة السويداء التي شهدت توترات وأحداثاً أمنية متفرقة خلال الأشهر الماضية.
وقال الشيباني في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الرسمية إن الحكومة "تعمل على محاسبة جميع مرتكبي الجرائم والانتهاكات، وإعادة الخدمات الأساسية إلى محافظة السويداء"، مؤكداً أن الدولة ستواصل إدخال المساعدات الإنسانية للمنطقة، إلى جانب وضع خطة لتعويض المتضررين في المدن والبلدات.
وأضاف أن وزارة الداخلية ستتولى نشر قوات محلية في السويداء لحفظ الأمن وبسط الاستقرار.
وتأتي هذه التصريحات في وقت حساس، حيث تسعى دمشق إلى تعزيز حضورها في الجنوب السوري بعد سنوات من الصراع، وسط مطالب محلية بتحسين الأوضاع المعيشية وضمان الأمن. ويعتبر مراقبون أن هذا الإعلان قد يشكل بداية لمرحلة جديدة من إعادة ترتيب الأوضاع الداخلية، خصوصاً أن السويداء لها خصوصية اجتماعية وسياسية لطالما انعكست على مسار الأحداث في سوريا.
في المقابل، أدلى المبعوث الأمريكي إلى سوريا بتصريحات لافتة، أكد فيها أن "الولايات المتحدة ملتزمة بدعم حكومة سوريا" بقيادة أحمد الشرع، مشيراً إلى أن "عملية بناء الثقة قد تستغرق سنوات"، في إشارة إلى تعقيدات الملف السوري وتشابكه إقليمياً ودولياً.
ويرى محللون أن التوازي بين الموقفين السوري والأمريكي قد يشير إلى وجود أرضية جديدة للحوار، رغم استمرار الخلافات العميقة بين الطرفين. كما أن التركيز على ملف الجنوب، ولا سيما السويداء، يعكس إدراكاً دولياً بأهمية استقرار هذه المنطقة لتخفيف تداعيات الأزمة الإنسانية وضمان عدم عودة التوترات الأمنية.
ويأتي الإعلان السوري في ظل تحديات اقتصادية ومعيشية خانقة، وفي وقت تتطلع فيه دمشق إلى إعادة بناء الثقة مع المجتمع المحلي والمجتمع الدولي على حد سواء، في محاولة لفتح نافذة نحو الاستقرار بعد أكثر من عقد من الحرب.