مظلة ردع نووي.. إعلام سعودي يحتفي باتفاقية الدفاع مع باكستان


عززت اتفاقية الدفاع الاستراتيجي المشترك بين السعودية وباكستان اتجاها عاما يتحدث عن "الثقل النووي" لإسلام آباد، وعن أن الاتفاقية تمثل "مظلة ردع" تسمح للبلدين باستخدام إمكاناتهما العسكرية دون استثناء.
جاء ذلك في تغطيات للإعلام السعودي، عقب ساعات من توقيع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ورئيس الوزراء الباكستاني محمد شهباز شريف، مساء الأربعاء، اتفاق دفاع استراتيجي مشترك بين البلدين.
وأفاد بيان مشترك للبلدين نقلته وكالة الأنباء السعودية بأن الاتفاقية "تأتي في إطار سعي البلدين في تعزيز أمنهما وتحقيق الأمن والسلام في المنطقة والعالم، والتي تهدف إلى تطوير جوانب التعاون الدفاعي بين البلدين، وتعزيز الردع المشترك ضد أي اعتداء".
وذكر البيان أن الاتفاقية تنص على أن "أي اعتداء على أي من البلدين هو اعتداء على كليهما"، دون تفاصيل أكثر.
"ثقل نووي"
وفي تفسير للبيان وعن إمكانية دخول الردع النووي في ثنايا الاتفاقية، نقلت "عكاظ" الخميس، مقالا للكاتب متعب العواد تحت عنوان "تحصين تاريخي للجبهة الإسلامية.. دفاع جوي سعودي.. يكتمل بردع نووي باكستاني".
وأوضح العواد أنه بهذه الاتفاقية "تدخل العلاقات بين البلدين مرحلة أكثر عمقا وتماسكا، هذا التحالف لا يُقرأ في سياق التعاون العسكري التقليدي، بل في إطار إعادة صياغة معادلة الردع الإقليمي"، إذ يلتقي ثقل السعودية مع ثقل باكستان النووي والعسكري "لتشكيل محور استراتيجي متقدم".
ويرى أن "المملكة تمتلك عناصر قوة مركّبة تجعلها مركز الثقل في الخليج والعالم الإسلامي، اقتصادها المتين يجعلها الضامن الأول لاستقرار الطاقة عالميا، وقدراتها الدفاعية المتطورة وضعت جيشها في مصاف الجيوش الإقليمية القادرة على خوض عمليات متعددة المستويات. ومع احتضانها للحرمين الشريفين، فهي تحمل الشرعية الروحية التي تمنحها زعامة العالم الإسلامي".
بخلاف أن "رؤية 2030 بدورها عززت مسار التحديث العسكري عبر برامج توطين الصناعات الدفاعية وتطوير منظومات التسليح. كل ذلك يجعل السعودية حائط الصد الأول ضد أي تهديد للأمن الخليجي والإسلامي"، يضيف الكاتب.
وبعنوان فرعي يحمل كلمتي "الثقل الباكستاني"، استطرد العواد قائلا: "باكستان بدورها قوة نووية معترف بها، تمتلك ترسانة صاروخية وجيشا واسع الخبرة، يشكّل أحد أكبر الجيوش في العالم الإسلامي".
وأضاف أن "موقع باكستان الجغرافي على بحر العرب يمنحها عمقا استراتيجيا يربط بين الخليج وجنوب آسيا والمحيط الهندي وأن كتلتها السكانية الضخمة تعزز قدرتها على حشد الموارد البشرية، فيما خبراتها في مجالات التصنيع العسكري والتجارب القتالية تضيف بُعدا عمليا لأي تحالف دفاعي".
وبحسب الكاتب تهدف الاتفاقية "إلى تطوير جوانب التعاون الدفاعي بين المملكة وباكستان، وتعزيز الردع المشترك ضد أي اعتداء. وتنص بوضوح على أن أي اعتداء على أحد البلدين يُعد اعتداء على كليهما".
وأكد أن الهدف "يجعلها أقرب إلى صياغة مظلة أمن جماعي ثنائي تُحوّل العلاقة إلى تحالف دفاعي راسخ. الاتفاقية تشمل التخطيط العملياتي، تبادل المعلومات، المناورات العسكرية، التعاون البحري والجوي، وتطوير الصناعات الدفاعية".
ويخلص إلى أن "اتفاقية الدفاع الإستراتيجي المشترك بين السعودية وباكستان تأسيس لمحور قيادة وقوة يجمع بين السيادة السياسية والروحية للسعودية والقدرة النووية والعسكرية لباكستان".
وأضاف أن "إقرار الاتفاقية بأن أي اعتداء على أحد البلدين هو اعتداء على كليهما، تتبلور مظلة ردع متينة قادرة على حماية الخليج والعالم الإسلامي".