إعمار لبنان.. وعود حزب الله تتعثر أمام عقبات الواقع

بعد مرور قرابة العام على اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله الذي تم الإعلان عنه نهاية نوفمبر الماضي، لم يتمكن حزب الله حتى الآن من إطلاق عملية إعمار فعلية، رغم الوعود المتكررة والتحركات الرمزية التي أعلن عنها.

وتشير تقارير إعلامية إلى أن الحزب يواجه عقبات هيكلية عميقة، أبرزها غياب الموارد المالية السائلة في ظل الانهيار الاقتصادي الحاد الذي تعيشه البلاد، إضافة إلى الشروط والإصلاحات التي يفرضها المانحون الدوليون.

وحسب التقارير، اعتمد حزب الله بشكل أساسي لسنوات على الدعم المالي الإيراني وشبكاته المحلية داخل مناطقه. لكن منذ الحرب، تراجعت قدرة طهران على تقديم التمويل بسبب أزماتها الداخلية والعقوبات المفروضة عليها، في حين خسر الحزب بعض السيطرة على مناطق كانت تشكل عمقًا لوجستيًا وماليًا له. وزاد تدمير البنية التحتية في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت من إضعاف قدرته على إدارة هياكل اقتصادية موازية.

وبحسب محللين، اقتصرت استجابة الحزب حتى الآن على توزيع مساعدات طارئة محدودة، مثل إعانات إيجار مؤقتة للنازحين، بينما ما تزال جهود إعادة الإعمار الكبرى متوقفة. نتيجة لذلك، تبقى أحياء بأكملها في حالة دمار، فيما يعيش آلاف العائلات في ملاجئ مؤقتة أو عند أقاربهم.

هذا الواقع يثير استياء متزايدًا داخل بيئة الحزب الحاضنة، حيث يضعف شعار "المقاومة والصمود" أمام ضغوط الحياة اليومية ووعود لم تتحقق. أما على مستوى لبنان ككل، فيكشف المشهد عن أزمة مزدوجة: دولة عاجزة عن إعادة الإعمار بفعل الانهيار المالي، وميليشيا مسلحة لا تستطيع تخطي حدود معاقلها.

ويحذر خبراء من أن استمرار هذا العجز دون إيجاد مصادر تمويل بديلة أو تسوية سياسية شاملة، قد يؤدي إلى تآكل شرعية حزب الله الاجتماعية، ويزيد من حدة التوترات داخليًا وعلى الساحة اللبنان

ية الأوسع.