مصر وروسيا تخططان لشراكة جديدة لتطبيق تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد

تُعد تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد من أبرز التقنيات التي يشهدها العصر الحديث، إذ تلعب دورًا محوريًا في تطوير العديد من القطاعات الحيوية على مستوى العالم.

وفي هذا السياق، برزت مؤسسة "روساتوم" الروسية الحكومية – المسؤولة عن إنشاء محطة الضبعة النووية – بتقديم هذه التكنولوجيا إلى مصر، في إطار التعاون الوثيق بين الحكومتين المصرية والروسية، بهدف إدخال هذه التقنية المتقدمة وتوظيفها في تطوير قطاعات أساسية مثل الصحة والطاقة والنفط.

وعبر السطور التالية نستعرض اهم وأبرز المعلومات عن هذه التقنية الجديدة التي سوف تساهم في تطوير العديد من القطاعات الهامة بمصر.

إنشاء مركز متكامل في مصر

مصر من الدول التي وضعت خطة للنهضة والتطوير حيث كشف إيليا فلاديميروفيتش كافيلاشفيلي، مدير وحدة أعمال التصنيع بالتقنيات المضافة في "روساتوم"، عن خطة لإنشاء مركز متكامل للطباعة ثلاثية الأبعاد في مصر بالشراكة مع الحكومة المصرية، مشيرًا إلى أن هذا المشروع يعكس التوجه نحو نقل التكنولوجيا المتقدمة ونشرها في المنطقة.

وأوضح أن "روساتوم" تولي اهتمامًا كبيرًا بتدريب الكوادر المصرية بما يتناسب مع احتياجات السوق المحلي، من أجل إعداد قاعدة بشرية مؤهلة وقادرة على قيادة المراكز المستقبلية الخاصة بالتقنيات المضافة.

تدريب الكوادر وتعزيز التصنيع المحلي

وايمانا بأهمية تدريب الكوادر وتعزيز التصنيع المحلي أكد كافيلاشفيلي أن العنصر البشري يظل المورد الأهم في هذه الصناعة، مشيرًا إلى أن هناك تنافسًا عالميًا على استقطاب الكفاءات المتخصصة.

وأضاف أن التصنيع المحلي يمثل أولوية استراتيجية تسهم في تقليل الاعتماد على الاستيراد وخفض تكاليف قطع الغيار، إلى جانب تسريع عمليات الصيانة والإصلاح في قطاعات حيوية مثل الطاقة والطب والنفط.

وحدات متنقلة لمواجهة التحديات الميدانية

من أبرز المزايا التي توفرها الطباعة ثلاثية الأبعاد المرونة في النقل والاستخدام الميداني، فقد طورت "روساتوم" وحدات متنقلة مزودة بطابعات متقدمة تتيح إنتاج الأجزاء والمكونات مباشرة في مواقع العمل، تعد هذه الميزة حلًا فعالًا لمواجهة التحديات في الصناعات الثقيلة مثل النفط والغاز أو حتى المجال النووي، حيث يمثل الوقت عاملًا حاسمًا في التعامل مع الأعطال الطارئة.

تطبيقات تمتد من الصحة إلى الفضاء

تتمتع هذه التكنولوجيا بقدرة واسعة على خدمة قطاعات متنوعة. ففي المجال الطبي تساهم في إنتاج أدوات دقيقة تُستخدم في الجراحات والعلاجات الحديثة، بينما تساعد في قطاع الطاقة على تصنيع وصيانة مكونات محطات الكهرباء. أما في مجال الفضاء والطيران فتتيح إمكانية إنتاج قطع عالية الدقة ومعقدة التصميم، فضلًا عن دورها في قطاع السيارات والهندسة الميكانيكية عبر توفير حلول سريعة وفعالة لقطع الغيار.

مزايا اقتصادية وبيئية

أوضح كافيلاشفيلي أن الطباعة ثلاثية الأبعاد تتيح خفض زمن الأعطال وزيادة كفاءة الإنتاج بصورة ملحوظة، كما تساهم في تقليل تكاليف الطاقة والصيانة. وتوفر هذه التكنولوجيا ميزة إعادة تدوير المواد وتقليص حجم النفايات الصناعية، وهو ما يسهم في تقليل الانبعاثات والتلوث، ويجعلها أداة مهمة لتحقيق التنمية الصناعية المستدامة وحماية الموارد الطبيعية.

توسع روسي ورؤية مستقبلية

منذ عام 2019، تولت "روساتوم" المسؤولية المباشرة لنشر وتطوير تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد في روسيا، حيث تدير حاليًا سبعة مراكز متخصصة موزعة في أنحاء البلاد، وتستعد لافتتاح مركز ثامن في بيلاروسيا الأسبوع المقبل، إلى جانب دراسة مشروع لإنشاء مركز جديد في الهند. كما تعمل المؤسسة على توحيد جهود أكثر من خمسين شركة روسية في هذا المجال، وقدمت برامج تدريبية متطورة أثمرت عن تأهيل أكثر من ألفي فرد خلال العام الماضي.

مصر مركز إقليمي محتمل للتكنولوجيا

وتأكد ا علي أن مصر مركز إقليمي محتمل للتكنولوجيا يقول كافيلاشفيلي أن مصر تمثل سوقًا واعدًا واستراتيجيًا في المنطقة، موضحًا أن "روساتوم" تسعى إلى تعزيز حضورها فيها بما يجعلها خلال السنوات المقبلة مركزًا إقليميًا لتقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد، وهو ما من شأنه أن يدعم قدراتها الصناعية ويفتح أمامها آفاقًا جديدة في مجالات الصحة والطاقة والنفط والفضاء.